أصدر العاهل الأردني الملك “عبد الله الثاني” اليوم الخميس 19 أيار، أمراً ملكياً بتقييد اتصالات وإقامة وتحركات أخيه الأمير “حمزة بن الحسين”، ولي العهد السابق، وذلك بعد حوالي الشهر من تخليه عن لقب الأمير.
وقال الملك “عبد الله” في رسالة للشعب الأردني “أكتب إليكم آملاً بطي صفحة مظلمة في تاريخ بلدنا وأسرتنا، فكما تعلمون، عندما تم كشف تفاصيل قضية الفتنة العام الماضي، اخترت التعامل مع أخي الأمير “حمزة” في إطار عائلتنا، على أمل أن يدرك خطأه ويعود لصوابه، عضواً فاعلاً في عائلتنا الهاشمية. لكن وبعد عام ونيف استنفد خلالها كل فرص العودة إلى رشده والالتزام بسيرة أسرتنا، فخلصت إلى النتيجة المخيبة أنه لن يغير ما هو عليه”.
وأضاف: “ترسخت هذه القناعة لدي بعد كل فعل وكل كلمة من أخي الصغير الذي كنت أنظر إليه دائما نظرة الأب لابنه، وتأكدت بأنه يعيش في وهم يرى فيه نفسه وصياً على إرثنا الهاشمي، وأنه يتعرض لحملة استهداف ممنهجة من مؤسساتنا، وعكست مخاطباته المتكررة حالة إنكار الواقع التي يعيشها، ورفضه تحمل أي مسؤولية عن أفعاله”.
وقال العاهل الأردني: “بعد استنفاد محاولات التّعامل مع كل ما ورد من أخي “حمزة” في إطار الأسرة، وعبر النّصح والحوار الأخوي والأسري، لا أرى الآن بدّاً من القيام بما تمليه علي الأمانة والمسؤولية؛ فواجبي تجاه أسرتي الصغيرة كبير، لكن واجبي إزاء أسرتي الأردنية الكبيرة ومصالحها أكبر وأسمى، ولن أسمح لأيٍّ كان أن يقدم مصالحه على مصلحة الوطن، ولن أسمح حتى لأخي أن يكون سبباً للمزيد من القلق في وطننا الشامخ”.
وتابع الملك “عبد الله”، “بالنظر إلى سلوك الأمير الهدام، فإنني لن أفاجَأ إذا ما خرج علينا بعد هذا كله برسائل مسيئة تطعن بالوطن والمؤسسات، لكنني وكل أبناء شعبنا لن نهدر وقتنا في الرد عليه، لقناعتي بأنه سيستمر في روايته المضللة طوال حياته، حيث إننا لا نملك ترف الوقت للتعامل مع هذه الروايات؛ فأمامنا الكثير من الأولويات الوطنية والتحديات التي يجب أن نواجهها بشكل سريع وصارم”.
وأوضح الملك “عبد الله” أنه “سنوفّر لحمزة كل ما يحتاجه لضمان العيش اللائق، لكنه لن يحصل على المساحة التي كان يستغلها للإساءة للوطن ومؤسساته وأسرته، ومحاولة تعريض استقرار الأردن للخطر… وبناء على ذلك، سيبقى “حمزة” في قصره التزاماً بقرار مجلس العائلة، ولضمان عدم تكرار أي من تصرفاته غير المسؤولة، والتي إنْ تكررت سيتم التعامل معها”.
وأشار في كلمته إلى أن “أهل بيت الأمير “حمزة”، لا يحملون وزر ما فعل، فهم أهل بيتي، لهم مني في المستقبل، كما في الماضي، كل الرّعاية والمحبّة والعناية”.
وسبق أن أعلن الأمير “حمزة بن الحسين” الأخ غير الشقيق للعاهل الأردني، في رسالة نشرها على حسابه عبر تويتر، تخليه عن لقب الأمير، وقال إنّه توصل إلى أن قناعته الشخصية لا تتماشى مع النهج والتوجهات والأساليب الحديثة لمؤسسات الأردن، مؤكداً أنه سيبقى مخلصاً لبلاده حسب استطاعته في حياته الخاصة متهماً الحكام في الأردن بالفساد.
وسمّى الملك “عبد الله الأمير”، “حمزة” ولياً للعهد عام 1999 بناءً على رغبة والده الراحل عندما كان نجله الأمير “حسين” في الخامسة من العمر، لكنّه نحّاه عن المنصب عام 2004 وسمّى عام 2009 نجله “حسين” ولياً للعهد.
هذا وقد ولد “حمزة” في مارس / آذار 1980، وهو أكبر أبناء الملك “حسين” من زوجته الرابعة الملكة “نور”، المولودة في الولايات المتحدة.
وتخرج في مدرسة “هارو” في المملكة المتحدة، ثم الأكاديمية العسكرية الملكية في “ساندهيرست”، كما درس في جامعة “هارفرد” في الولايات المتحدة، وخدم في صفوف القوات المسلحة الأردنية.