أطلقت مجموعة من السوريين المنخرطين إلى جانب القوات الروسية في غزوها لأوكرانيا، مناشدة لتخليصهم من الموت بعد أن زُجّ بهم في الصفوف الأمامية للقتال من دون خبرة عسكرية.
ونشرت شبكة “الراصد” المحلية مناشدة لـ 15 شاباً من سورية ومصر يطالبون عائلاتهم بتخليصهم من جبهة القتال الضارية في أوكرانيا، بعد أن وجدوا أنفسهم في خطوط القتال المتقدمة بمنطقة لوغانسك، من دون تدريب في خنادق متباعدة بلا وسائل حماية.
وقالت الشبكة إن المجموعة تتكون من 9 شبان ينحدرون من السويداء، و3 من محافظة حمص، و3 شبان من مصر يقبعون في الجبهة الأمامية، حيث كان قد تم التعاقد معهم للقتال مع الجيش الروسي في غزوه لأوكرانيا.
ويحمل عناصر المجموعة دفاتر الخدمة العسكرية الروسية التي حصلوا عليها يوم 14 من آذار الماضي، والتحقوا بصفوف الجيش بعد وصولهم إلى روسيا بنحو 3 أشهر، عن طريق وسطاء قالت الشبكة إنهم الآن في السجون أو مختفون عن الأنظار بعد ملاحقتهم.
وكانت وزارة الدفاع الأوكرانية قد نشرت في وقت سابق قوائم بأسماء 141 سورياً، بينهم 20 ينحدرون من السويداء، قالت إنهم مجندون يقاتلون إلى جانب الجيش الروسي.
وفي رسائل المناشدة قال أحد الشبان :”ما تتركونا للموت ما توقعنا يحطونا بخط أمامي ونحنا ما عنا أي خبرة لا بالحروب ولا بالمعارك ولا بالسلاح، وما منعرف المنطقة ولا اللغة، وفرقونا عن بعضنا كل خندق في 3 عناصر.. عم نشوف جثث طايرة بالهوا.. والخنادق عم تتهدم فوق الرؤوس.. سلمونا دفاتر الخدمة بمنطقة اسمها بريانسك، وبعدها أخذونا على وحدة عسكرية بمنطقة ثاني اسمها كلينتسي، وبعدها مباشرة فرزونا على منطقة لوغانسك بأوكرانيا”.
وتابع في الرسالة التي نشرتها “الراصد”: “لازم حدا يحكي بقصتنا.. أنا عم احكي باسم الكل حتى الشباب من مصر.. حاولوا تحركوا قصتنا بسرعة قبل ما نموت.. ما حدا يلومنا كيف جينا لهون”.
ونشرت الشبكة أسماء الشباب العالقين هناك وهم: “فادي عامر، بشارة عامر، نورس حاتم، قيصر الذياب، وحيد الشبلي، مجدي بدر، ساري مرشد، محمد منصور، خالد قصاب”.
عقد لحراسة مناجم
وفي كانون الثاني الماضي، قالت شبكة الراصد المحلية، إن ما لا يقل عن 45 شاباً سورياً، وقعوا ضحية عملية احتيال بعد أن وقعوا عقود عمل كحراس مناجم في أوكرانيا، ليتضح لاحقهم أن مهمتهم قتالية.
وتداول ناشطون وشبكات محلية على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً صوتياً لأحد المجندين وهو يناشد بإعادته إلى سورية، مشيراً إلى أن المدعو “وسيم الدمشقي” يسير رحلات من مطار اللاذقية المدني إلى أوكرانيا.
وأضافت شبكة الراصد أن “جميع الذين سافروا إلى روسيا عن طريق سمسار من السويداء ذهبوا بكامل إرادتهم بعد أن أوهمهم السمسار والشبكة التي استلمتهم لاحقاً بأنهم ذاهبون إلى شركة خاصة كمدنيين لحراسة مناجم ألماس وذهب في مقاطعة روسية تدعى ياقوتيا أو ياكوتسك”.
وأوضحت أن الراتب المتفق عليه يبلغ ألفي دولار مع امتيازات أخرى منها الحصول على الجنسية الروسية وكل ما يترتب عليها من حقوق، وأكدت شبكة “الراصد” أن السمسار الملقب “بالدمشقي” تقاضى مبلغ مليون ونصف المليون من كل شخص.
وأضافت أن المجندين “وصلوا في رحلتهم بالفعل إلى ياقوتيا وهم بعهدة المترجم الدكتور أكرم ديب طراف المسؤول المباشر على استقدام العمالة بحسب ما أبلغوهم هناك”، وكشفت أن المترجم يتقاضى عن كل شخص مبلغ 320 ألف روبل أي ما يعادل 3500 دولار أميركي.
وأوضحت المصادر “للراصد” أن الدفعة الأولى من المجندين “ضمت 45 شاباً منهم ما لا يقل عن 30 شاباً مصابين بأمراض أو من أصحاب الإصابات السابقة، وقد تم اختيارهم رغم خضوعهم لفحص طبي من أجل الحصول على الجنسية الروسية، وتوقيع العقود”.
ونقلت عن أحد السوريين في أوكرانيا قوله: “نحن قدمنا كمدنيين للعمل بعد أن باتت المعيشة في سورية لا تحتمل، ولهذا دفعنا أموالاً طائلة تاركين عائلاتنا وأهلنا من أجل أن نعيش وإياهم بكرامة، وما كان قدومنا لنقتل أحداً أو نموت في أرض ليس لنا بها أحد.. على من يفكر بالقدوم إلى هنا التريث”.