31.4 C
Damascus
الأحد, مايو 19, 2024

تجارة الحشيش تزدهر في دمشق.. أسعار رخيصة و”المبررات تبيح المحظورات”

شهدت تجارة الحشيش في مدينة دمشق رواجاً كبيراً خلال الفترة الماضية، حيث باتت هذه المادة تنتشر بشكل كبير وبسعر زهيد، كما أن تعاطيها بات أمراً عادياً ومبرراً لدى كثير من السكان.

وبحسب تقرير لموقع “تلفزيون سوريا” فإن الأوزان التي تباع بها مادة الحشيش تتراوح بين 12.5 و25 غراماً، وقد تصل إلى 100 غرام، مشيراً إلى أن الطلب يكون أكثر على الوزن الصغير الذي لا يتجاوز سعره 40 ألف ليرة سورية، بينما يبلغ سعر الـ25 غراماً 75 ألف ليرة سورية.

ونقل الموقع عن تاجر يدعى “أبو العلا” قوله إنه يبيع ويوزع الحشيش في مناطق مختلفة من دمشق منها: الشعلان، محيط حديقة الجاحظ، الصناعة، مساكن برزة، المزة.

ويشير الموقع إلى أن الوصول إلى “أبو العلا” جرى عن طريق إحدى الطالبات في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية في جامعة دمشق، موضحاً أن الشابة تبلغ الثالثة والعشرين من العمر وهي من زبائن هذا التاجر منذ قرابة العامين.

ويقوم “أبو العلا” ببيع الحشيش وتوصيله إلى الزبائن مرتدياً الزي العسكري مع حذاء رياضي، مع لحية كثيفة، ويقول المصدر إن البزة العسكرية وفرت له طريقة للحماية وتفادي الأسئلة وإبعاد الشبهات عنه في دمشق، إضافة إلى دورها في ترهيب الزبائن منه.

وعن عمله، قال “أبو العلا” إنه يتعامل مع تاجر (رفض ذكر اسمه) منذ ثلاث سنوات، حيث يأخذ منه كيلو الحشيش ومن ثم يحاسبه بثمنه بعد تجزئته وبيعه.

ويطلب التاجر من أبو العلا مقابل وزنة الـ 12.5 غراماً 20 ألف ليرة سورية، ما يعني أن نسبة ربح أبو العلا تبلغ 100% كونه يبيع ذات الكمية بـ40 ألف ليرة.

مواسم تزيد بها حركة المبيع

قال “أبو العلا” إن هناك أوقاتاً ومواسم تنشط فيها حركة بيع الحشيش والكبتاغون، حيث يزيد الطلب في الأعياد والسهرات وأثناء الامتحانات، إضافة إلى العمال الذين يطلبونها لزيادة إنتاجهم.

وزعم التاجر أن الطلب ازداد خلال الأسبوع الأخير من رمضان، مدعياً أن عدداً كبيراً من متعاطي هذه المواد استغنوا عن تجهيزات عيد الفطر مقابل شراء كميات من الحشيش التي يطلقون عليها “مؤونة المتعة”.

ونقل موقع “تلفزيون سوريا” عن الطالبة الجامعية التي تدعى منار قولها إنه تم اللجوء إلى الحشيش من أجل تبادله مع الأصدقاء في السهرات والترفيه عن النفس، ولا سيما مع الغلاء الفاحش الذي حرم معظم الناس من السفر إلى مكان آخر أو حتى الخروج إلى منتجع سياحي أو مطعم خلال أيام العيد.

وأضافت: “قررنا البقاء في المنزل في هذا العيد ودعوة الأصدقاء إلى سهرة مع الحشيش حتى نستمتع بشيء من الطعام وكأس متة أو علبة بيرة على السطح؛ يعني سهرة بسيطة من دون دفع مليون ليرة على الأقل فاتورة مطعم”.

وبحسب المصدر فإن منار تعيش في منطقة الطبالة مع صديقاتها في بيت مشترك يتقاسمن إيجاره الشهري، وتعلمت تدخين الحشيش منذ كانت في المدينة الجامعية بمنطقة المزة، إذ ينتشر هناك بشكل كبير بين الطلاب.

وأوضحت أن أحد الشبان العاملين كحرس على باب السكن الجامعي والمنتسبين إلى “كتائب البعث”، كان يؤمن لها الحشيش كلما طلبته بسعر جيد، وحين سافر هذا الشاب إلى حمص عرفها على صديقه “أبو العلا” حتى تشتري منه.

كذلك يشير الموقع إلى لجوء عدد كبير من العمال وبشكل خاص ذوي المهن التي تحتاج ساعات عمل في الليل إلى أخذ حبوب منشطة لزيادة طاقتهم الإنتاجية والبقاء يقظين لساعات طويلة.

وقال المصدر إن ذلك “يتزامن عادةً مع بدء ضغط العمل قبل المناسبات كالأعياد أو رأس السنة وغيرها من الاحتفالات التي تتطلب تجهيزات مسبقة والإنتاج بكميات كبيرة”، مؤكداً أن فترة ما قبل عيد الفطر شهدت ازدياداً في الطلب على حبوب “الكبتاغون” على وجه التحديد، نظراً لسعرها الرخيص وتوفرها بكميات هائلة.

وبحسب “أبو العلا” فإن معظم زبائن الكبتاغون هم من العمال في مجال المطاعم والحلويات وصالونات الحلاقة ومعامل الخياطة ومحلات الألبسة، مضيفاً: “تزايد الطلب في العشر الأواخر من رمضان حينما بدأت تجهيزات العيد، فضلاً عن ظروف الغلاء المعيشي التي تفرض عليهم العمل ورديات إضافية أو حتى العمل في عدة أعمال من أجل إعالة أسرهم وتجهيز أطفالهم للعيد”.

وأوضح أن “سعر الحبة الواحدة 3 آلاف ليرة سورية، ويستطيع العامل أخذ جرعة بسيطة في بداية الأمر لا تتجاوز الحبة الواحدة حتى يصل إلى النتيجة التي يريدها، كأن يصبح قادراً على العمل لساعات طويلة دون تعب كما أنه ينسى النوم والأكل، وهو ما يزيد من إنتاجيته ولا سيما في الأعمال التي تطلب جهداً بدنياً”.

من جانبها، قالت سيدة تدعى أم حسان أنها اكتشفت أواخر العام الماضي أن زوجها يتعاطى الكبتاغون، حيث انتبهت لوجود الحبوب معه وقد تأكدت من كونها حبوباً مخدرة بسؤال شقيق زوجها عنها.

وتقول أم حسان: “يعمل زوجي خلال فترة ما بعد الظهيرة على تكسي يملكها جارنا، ويعمل من الساعة الواحدة حتى الساعة السابعة صباحاً في معمل للحلويات والمعجنات بالقرب من بيتنا في منطقة كشكول – دويلعة، وحينما واجهته بالحبوب التي بحوزته برر لي تعاطيه إياها بأنها تجعله نشيطاً وينسى الجوع والتعب خلال ساعات العمل، وأن ذلك كله من أجلي ومن أجل أطفالنا الثلاثة، كما أخبرني أن عدداً كبيراً من رفاقه في المعمل يتبعون نفس الطريقة حتى يستطيعوا الاستمرار في العمل ونسيان الهموم”.

كما أكد الموقع أن حركة الشراء تنشط مع بدء كل شهر جديد وتسلم الرواتب الشهرية أو حتى تسلم الطلاب للحوالات من ذويهم.

ونقل الموقع عن أخصائية اجتماعية في دمشق قولها: “وصلتنا العديد من الحالات خلال السنوات الفائتة لفتيات لا يتجاوز بعضهن الرابعة عشرة، ويتراوح إدمانهن بين المتوسط والشديد، وقد تعلمن الإدمان في أعمار مبكرة نتيجة ظروفهن الحياتية الصعبة ولا سيما بفقدان أحد أفراد العائلة كالأب، وبالتالي غياب المعيل وتحملهن مسؤوليات تفوق أعمارهن، كما أن بعض النساء اللواتي تعرضن للتعنيف من الأهل أو الزوج وجدن في الحشيش أو المواد المخدرة طريقاً سهلاً لتجاوز الألم وتجاوز الذكريات المنغصة والهرب من مأساتهن الخاصة”.

وأشارت إلى أن إحدى الفتيات التي تابعت حالتها، كانت طالبة جامعية لم تتجاوز التاسعة عشرة من عمرها وتنحدر من القامشلي، وقد أدمنت على “الكبتاغون” والحشيش معاً من خلال صديقاتها في المدينة الجامعية.

وأكدت أن تناول الحبوب “الكبتاغون” يزداد مع قرب الامتحانات الجامعية لكونه من المواد المنشطة، فيظن الطلاب أنهم سيدرسون بشكل أفضل، كما أنها مخففة للألم والقلق، إذ يجد فيه الطلاب ترويحاً عن أنفسهم.

وأردفت: “الحالات التي تصلنا بغرض علاج الإدمان قليلة جداً، وعادةً ما تأتي الحالات بصحبة الأمهات، ونضعها ضمن خطتي علاج: خطة لعلاج الإدمان تترافق مع خطة لعلاج المنشأ النفسي المسبب للإدمان”.

وأكدت عدم وجود إحصائيات دقيقة حول عدد الحالات في دمشق بسبب التكتم على الأمر من قبل المعنيين، لكن معظم الحالات التي تصل من المعنفات والمطلقات والقاصرات المطلقات، وهناك عدد كبير من الفتيات الصغيرات فاقدات الرعاية مدمنات بدرجات متفاوتة وعلى مواد مختلفة، بدءاً من الدخان والشعلة وليس انتهاءً بالحشيش والترامادول والكبتاغون، وفقاً للأخصائية.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار