18.4 C
Damascus
الخميس, نوفمبر 21, 2024

فريق “الأمل” يصنع النجاح خارج سورية

فريق “الأمل” يصنع إنجازاً تاريخياً للاجئين ويتوج بطلاً للعالم للمرة الثانية في تاريخه، الفريق الممثل لأكثر من 100 مليون لاجئ حول العالم، توج بطلاً للعالم في مسابقة “فيرست غلوبال” للروبوت 2023 والتي أقيمت في سنغافورة، والتي حملت اسم “الطاقة النظيفة والمتجددة لخلق مستقبل أفضل”، بعد أن سجل انتصاراً جديداً يضاف إلى سجله الذهبي في بطولات الروبوت المحلية والعربية والعالمية.

وتحدث الطبيب “فادي الحلبي” مشرف فريق “الأمل” ومدير منظمة (MAPS) لوكالة سنا عن مشاركة الفريق في المسابقة، حيث تجاوز الفريق الدور التمهيدي للمسابقة بنجاح وتضمنت المنافسة تصفيات أولية بين الفرق التي ضمت 190 دولة حول العالم، ثم حقق الفريق تقدماً باهراً وتأهل للدور النصف نهائي، وفي سنغافورة نجح الفريق في تجاوز أقوى الفرق في المسابقة ليبلغ النهائي، حيث تغلب فيه على فرق لم تخسر أي مباراة في البطولة، لتعلنه اللجنة المنظمة كبطل تاريخي للمسابقة.

وأشار الحلبي إلى أن فريق “الأمل” سجّل في البطولة موقفاً قيمياً وأخلاقياً مشرفاً، حيث انسحب من مباراتين مفصليتين ضد فريق الاحتلال الإسرائيلي، وآثر أن ينسحب رغم تأثير ذلك على سجل نقاطه في البطولة.

مضيفاً: لم يتوقف الأمر هنا، لكن استطاع الفريق أن يلهم الكثير من الفرق في المسابقة، وصنع صورة مشرقة عن اللجوء عنوانها “نحن رقم صعب، نحن نلهم اللاجئين، نحن نلهم العالم، فريقنا قِبلة لجميع الفرق حول العالم”.

وأجاب الحلبي على استفسارنا له عن عدم حمل علم الثورة السورية: “إن الفريق كممثل للاجئين في العالم جميعاً يفترض ألا يحمل راية أو علم بلد بعينه، فالفريق لا يمثل اللاجئين السوريين فقط، ولذلك حمل الفريق راية اللاجئين في العالم، وأضاف أن الفريق بدأ بفريق (HOPE OF SYRIA TEAM) “أمل سورية” ممثلاً لسورية، ليتطور ليصبح الفريق ولا سيما في مسابقة First Global”” العالمي الثالث للروباتات ممثلاً للاجئين في العالم.

ومنذ 2017 أعلنت منظمة فيرست غلوبال أن فريق الأمل هو الممثل الوحيد لجميع اللاجئين حول العالم ممن هجروا من بلدهم، وبذلك حمل الفريق المكون من لاجئين سوريين قضية اللجوء العالمي عبر رايته حاملاً قضايا اللجوء وهي التعليم، والحصول على جنسية، والحصول على التكنولوجيا، وتعليم الفتيات، وغيرها من قضايا اللجوء.

ونبه الحلبي أن الفريق لبس الكوفية الفلسطينية، أثناء تقديمه، وخلال المباريات جميعها، وفي لحظة تتويجه، تضامناً مع أهلنا في فلسطين، في مشهد مؤثر ومتفرد.

ويعد هذا الانتصار الثاني للفريق حيث حصل على الميدالية الذهبية في أولمبياد “First Global” للروباتات الثالث الذي أقيم في دبي عام 2019، وهو إنجاز يتفرد به الفريق عن جميع فرق الدول حول العالم، حيث هو الوحيد الذي فاز مرتين في نفس المسابقة.

وأضاف “الحلبي”: لا يتوقف الأمر هنا بل أصبح الفريق هو الأكثر فوزاً بالجوائز على مستوى البطولة، والأكثر فوزاً على مستوى الفرق المحلية في لبنان للروبوت منذ انطلاقتها في 2017 ففي عام 2023 وحده حقق الفريق 5 بطولات وجوائز.

وبهذا الفوز يصبح رصيد فريق الأمل منذ تأسيسه 50 جائزة محلية وعربية وعالمية توزعت على مدن عدة منها قطر، دبي، جنيف، كنتاكي، دبي، مكسيكو، بيروت، البقاع، طرابلس.

والفريق مكون من لاجئين سوريين يتعلمون في مدارس تدعمها منظمة (MAPS) وهم هيثم جعمور، أحمد شربجي، يوسف شهاب، لؤي نكاش، نور الدين الشبلي، محمد الصباغ، النا الصباغ، تسنيم ميشو، يمنى الحلبي، يمامة الخطيب، شهد مراياتي، يمنى الحلبي.
حيث أشرفت منظمة مابس على تعليمهم، وقدمت لهم الدعم في شتى المجالات، إذ أصبح لديها العديد من الأجيال المتفردة في الروبوت.

ووضح الطبيب “فادي الحلبي” مسألة التمويل أنّ جميع الفرق التي شاركت في المسابقة كانت مدعومة من حكومات بلادها، أو من شركات استثمارية ربحية، لكن فريق “الأمل” شارك دون دعم دولي من الأمم المتحدة، أو أي منظمة أو حكومة حول العالم، ليكون “المنقذ” –حسب تعبير الحلبي- أكثر من 70 سيدة سورية لاجئة في لبنان دعمن فريق الأمل مالياً، من خلال مشروع الأشغال اليدوية (الكروشيه) المجتمعي، عملن بالحياكة والنسيج لدعم أعضائه للوصول إلى سنغافورة وسابقاً لدبي للمشاركة في التحدي، حيث تبرعت كل أم بنصف أرباحها من المشروع لتأمين تكاليف سفر الفريق، ولم يقتصر دعمهن للفريق فقط، بل ساهمن في دعم إحدى مدارس منظمة “مابس” للاجئين السوريين، وهذا برأي “الحلبي” يحسن من الحالة النفسية لدى السيدات عندما يشعرن أنّ لهن الفضل في هذا الإنجاز، ويساهم في تغيير الصورة النمطية السلبية من قبل المجتمعات للاجئ، حيث تصنفه في صورة المعوذ والمحتاج، والذي لا يساهم في تطور المحيط الذي يعيش به.

وختم “الحلبي” بخبر مفرح وهو استعداد فريق “الأمل” حالياً للمشاركة في بطولة عالمية باليابان للروبوت، بعدما تجاوز الفريق التصفيات الأولية وحصّل المركز الأول على مستوى لبنان في الجامعة اللبنانية، متجاوزاً أفضل الفرق في لبنان وسورية.
وتأسس الفريق مطلع 2016 حيث شارك في الجامعة الأمريكية ببيروت وتوج حينها بطلاً للبنان، ولعب في الفريق أكثر من 100 لاعب حتى الآن.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار