13.4 C
Damascus
الأربعاء, مايو 8, 2024

مخيمات الشمال السوري قبيل فصل الشتاء..واقع متردٍ واستجابة غير كافية

وكالة سنا – خاص

مع قدوم فصل الشتاء تزداد احتياجات المهجرين في الشمال السوري، سيما القاطنين في المخيمات والذين بلغ عددهم قرابة 2 مليون نسمة، نتيجة انقطاع المساعدات الإنسانية، وغياب فرص العمل وانتشار البطالة، في ظل الارتفاع الكبير في الأسعار.

وقال عبد السلام اليوسف مدير مخيم التح في منطقة معرة مصرين شمالي إدلب لوكالة سنا: إن الأهالي لديهم هواجس ومخاوف مع كل فصل شتاء يأتي، والذي يتزامن مع بداية العام الدراسي وتجهيز العائلات للمونة الشتوية.

وأضاف أن معيلي الأسر لا يملكون المال لتأمين متطلبات التدفئة قبل فصل الشتاء ولا حتى المتطلبات المعيشية الأخرى، إنما يعيشون بالحد الأدنى، وسط انتشار حالة الفقر لدى غالبية قاطني المخيم، بسبب انعدام فرص العمل والغلاء الكبير في الأسعار.

وأفاد اليوسف أن قسماً كبيراً من الأسر القاطنة في المخيمات يتجولون في الأراضي الزراعية لتأمين بقايا أغصان الأشجار لتجميعها لأجل التدفئة.

ولفت محدثنا إلى أن الأهالي مشغولون باتخاذ التدابير لتجهيز الخيام لفصل الشتاء خشية تأثرها بالتغيرات المناخية كما العام الماضي، إضافة لقيام بعضهم باستدانة ثمن الحطب لشرائه في الوقت الحالي، ظنًا منه أنه سيرتفع في فصل الشتاء.

وفيما يخص المساعدات الإنسانية للمخيمات، أشار اليوسف إلى أن المخيم وغالبية مخيمات المنطقة لم يصلها أي نوع من أنواع المساعدات الإنسانية منذ قرابة خمسة أشهر، سواء المساعدات الغذائية أو سلال النظافة أو مواد التدفئة لفصل الشتاء.

وحثَ اليوسف بدوره المنظمات الإنسانية على تجهيز خطط مسبقة للاستجابة الإنسانية لقاطني المخيمات، تفاديًا لحدوث مأساة إنسانية، عند حدوث العواصف المطرية والهوائية، والتي تقتلع الخيام وربما تغرق بالسيول التي تتشكل نتيجة هذه العواصف.

وأكد ذلك محمد عبد الرحمن وهو مدير مخيم مريم في منطقة معرة مصرين الذي يبلغ عدده قرابة 700 عائلة، مضيفًا أن نسبة الفقر منتشرة بشكل كبير في المخيمات، وغالبية الأطفال يعملون في جمع الأكياس والمخلفات وبيعها لأشخاص يقومون بإعادة تدويرها، أو يعملون في أسواق الهال لنقل الخضار، ليحصلوا على قرابة 30 الى 40 ليرة تركية في اليوم، وهي لا تكفي إلا لثمن الخبز.

كما تعمل النساء في “الفعالة” لجني المحاصيل الزراعية أو لتنظيفها من الأعشاب الضارة، بأجور زهيدة أيضًا، لا تكفي هذه الأسر في تأمين متطلباتها، مشيرًا إلى الارتفاع الكبير في الأسعار وانعدام المساعدات الإنسانية، فاقم أزمة الفقر وزاد من معاناة الناس.

أبرز الاحتياجات

أفاد حسين الحميد وهو مدير مخيم الفقراء إلى الله في بلدة حربنوش شمالي إدلب، أن المخيم البالغ عدده 315 عائلة يفتقد لكل أنواع المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أن المخيم يحوي عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن الذين هم بحاجة مساعدات إنسانية خاصة بهم.

وأجمل حميد أهم الاحتياجات الإنسانية للمخيم وأغلب مخيمات المنطقة، بضرورة تأمين مواد التدفئة بالدرجة الأولى، وتأمين القسائم النقدية، لأنهم بأمس الحاجة للأموال بسبب توقف مصادر رزقهم، وتوزيع سلال غذائية وسلال نظافة، إضافة لاستبدال الخيام المهترئة قبل فصل الشتاء، لتحمل الظروف المناخية الصعبة في فصل الشتاء من أمطار وعواصف.

المخيمات عرضة للقصف

تزامن قدوم فصل الشتاء مع حملة قصف جوي ومدفعي عنيف شنته قوات الأسد في 5 من تشرين الأول الحالي، والذي استهدف الأحياء السكنية في قرى وبلدات ريفي إدلب وغرب حلب إضافة لقصف استهدف مخيمًا للنازحين في محيط مدينة إدلب، أسفرت عن سقوط نحو 50 شهيداً و300 جريح.

الأمر الذي دعا المنظمات لتجهيز مراكز إيواء وتوزيع نحو 4000 خيمة في المخيمات التي لجأ إليها الهاربون من مناطق التصعيد في جنوب وشرق إدلب، إضافة لبناء نحو 16 مركز إيواء، مما يزيد الأعباء الإنسانية لسكان المخيمات في المنطقة، بحسب ما قال الدكتور زاهد المصري، مدير منظمة أطباء عبر القارات لوكالة سنا.

فيما لا تزال المنطقة تشهد حملة قصف جوي روسي ومدفعي من قبل قوات الأسد والميليشيات الإيرانية المساندة لها، فقد شهدت فجر اليوم الثلاثاء منطقة الشيخ يوسف قصفاً جوياً روسياً بأكثر من عشر غارات، وأصيبت سيدتان وطفلة بجروح في مخيم “القشوة” للنازحين بسهل الروج غرب إدلب.

واقع متردٍ ودخل شبه معدوم

وذكر فريق منسقو استجابة سورية في بيان له، أن الحاجة ملحة لتنفيذ مشاريع خاصة لتقديم مواد التدفئة للنازحين القاطنين في المخيمات، وقال إن أكثر من 94 % من العائلات غير قادرة على تأمين مواد التدفئة للشتاء القادم.

و 79 % من عائلات النازحين لم تحصل على إمدادات التدفئة وتحديدًا ضمن المخيمات، وخلال الشتاء الماضي تسببت انخفاض درجات الحرارة في حدوث وفيات نتيجة البرد إضافة إلى الحرائق في المخيمات نتيجة استخدام مواد تدفئة غير صالحة.

كما سببت العواصف المطرية والهطولات الثلجية أضرارًا ضمن 160 مخيماً أدت إلى تضرر أكثر من 80 ألف مدني، كما تسببت بتهدم 300 خيمة وتضرر 450 خيمة اخرى.

وحثَّ الفريق بدوره جميع المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة على البدء بتجهيز مشاريع الشتاء، والعمل على تلافي فجوات التمويل الكبيرة الموجودة حالياً وذلك لتأمين الدعم اللازم لأكثر من مليوني مدني في المخيمات.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار