16.4 C
Damascus
الأحد, مايو 19, 2024

هل ينفذ نظام الأسد عملية عسكرية في السويداء؟

دفعت قوات الأسد خلال الأيام الماضية بتعزيزات ضخمة إلى السويداء، وسط تحذيرات من شن عملية عسكرية في المحافظة التي تشهد وصول احتجاجات يومية منذ أكثر من ثمانية أشهر.

وحذر الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري، من خطورة لجوء نظام الأسد إلى الحل العسكري، كذلك حذرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من المساس بالمظاهرات السلمية في المحافظة.

وبالتوازي مع ذلك، استمرت الاحتجاجات الشعبية في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء للمطالبة بإسقاط نظام الأسد، والتنديد بالحشود العسكرية التي وصلت إلى المحافظة.

وتسود حالة من الترقب في المحافظة، حيث ينتظر الأهالي ما ستؤول إليه الأمور والتخلص من القلق الذي ينتابهم منذ بدء وصول التعزيزات إلى السويداء، كما أن الفصائل المحلية رفعت جاهزيتها تحسباً لأي طارئ.

الموقف في السويداء

أفاد مصدر في السويداء لوكالة سنا بأن الفعاليات المدنية والوجهاء ورجال الدين وقادة عدد من الفصائل المحلية عقدوا خلال الأيام الماضية عدة اجتماعات لبحث التطورات في المحافظة والتوافق على موقف موحد فيما بينهم.
وأشار المصدر إلى أن الموقف العام في السويداء “يرفض الانجرار وراء ما يتمناه نظام الأسد وهو عسكرة الحراك وبالتالي إيجاد الذرائع والمبررات لقصف واقتحام المحافظة كما جرى في باقي المدن السورية خلال السنوات الماضية”.

كما أكد المصدر استمرار الاحتجاجات بزخم أكبر بعد التعزيزات العسكرية للتأكيد على أحقية مطالب الأهالي وتمسكهم بها رغم كل الضغوطات، بما في ذلك محاولة التأثير عليهم نفسياً من خلال تسيير الأرتال بين المدن والبلدات.

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي د. باسل معراوي إن عدم إفراز ساحة الكرامة لقيادة سياسية موحدة تستطيع أن تفاوض باسم الحراك الشعبي، ميزة قد يستخدمها النظام ضد الحراك.

وأوضح معراوي في تصريح خاص لوكالة سنا أن نظام الأسد قد بلجأ للتحاور مع مجموعة ناشطين ويقول إنه تفاوض مع الحراك، وبرفض البقية لذلك التفاوض يمكن إحداث شرخ أو انقسام عمودي في ساحة الكرامة.

ويعتقد معراوي أن “أقصى ما يستطيع النظام فعله هو استيلاد نموذج سهل حوران على جبل العرب، أي السيطرة على مركز المحافظة (خاصة ساحة الكرامة) وتقطيع أوصال المحافظة بالحواجز العسكرية ودعم ميليشيات او تجمعات عسكرية موالية له من أبناء السويداء للاشتباك مع قوى محلية عسكرية داعمة للحراك”.

والمؤكد أن نظام الأسد “لن يرضى باستمرار بالصورة التي عليها الآن السويداء، لأنها تضعف من هيبته القائمة على السطوة بالقوة أمام حاضنته في الساحل، وباستمرار تدهور الأحوال المعيشية قد تنتقل حالة السويداء إلى أجزاء من الساحل وهذا ما يقلق النظام ولن يقبل به”، وفقاً لمعراوي.

هل يقتحم نظام الأسد السويداء؟
استبعد مصدر مطلع على الأوضاع في السويداء في حديث لوكالة سنا أن يقوم نظام الأسد بشن عملية عسكرية في المحافظة بشكل مشابه لما تعرضت له المدن السورية في بداية الثورة.
وتوقع أن يكون الهدف من التعزيزات الأخيرة هو الاستعراض في المدن والأحياء السكنية، بالإضافة إلى نشر نقاط وحواجز جديدة وإعادة رفع صور بشار الأسد في بعض المراكز الرئيسية.

بدوره، أكد معراوي عدم وجود أي حماية دولية أو إقليمية لجبل العرب كما هو الحال في الشمال السوري سواء غرب الفرات أو شرقه، و”بالتالي فإن احتمال حدوث عملية عسكرية تقليدية هو أمر غير مستبعد”.

وقد يقوم النظام بنشر حواجز تابعة له في أنحاء مختلفة من المحافظة، وسيؤدي تحرشها أو استفزازها للسكان إلى تعرضها للهجوم وبالتالي تتوفر ذرائع للنظام لعملية عسكرية.
ويرى معراوي أن التحشيد غايته الأولى هي الضغط على المنتفضين، وقد يتلوه حصار اقتصادي وقطع للخدمات كرهان على ضغط شعبي على ساحة الكرامة لإنهاء احتجاجاتها، وإن لم تنجح تلك الطريقة، -يتوقع محدثنا- أن يقوم نظام الأسد بعملية عسكرية بعد انقضاء القمة العربية في المنامة.

وأضاف: “إرسال ميليشيات عراقية ومن لواء القدس الفلسطيني مع الحشودات وتصويرها يؤكد أن الحرس الثوري هو من يقود العملية تحت غطاء شرعية النظام، فالجبهة الجنوبية المحاذية لإسرائيل والأردن هي جبهات حيوية للحرس الثوري، حيث أن الحرب غير المعلنة قائمة على الأردن وستتفاقم أكثر وتصبح أكثر وضوحاً بعد انتهاء الحرب في غزة حيث أن عمان هي العاصمة الخامسة التي تطمح إيران بالسيطرة عليها بعد فقدانها أوراقها الفلسطينية”.

أهمية حراك السويداء
من المعروف أن انتفاضة السويداء وبسبب خصوصيتها الطائفية، أصابت سردية نظام الأسد بمقتل حول كونه يحارب إرهاباً دينياً سنياً مسلحاً، وبأنه يحمي الأقليات الإثنية والطائفية، وأن حماية الأقليات ومكافحة التطرف الديني هما من ركائز شرعيته، وفقاً لمعراوي.

وكان واضحاً سرعة تحول الاحتجاجات المطلبية إلى أهداف سياسية عالية السقف، وكان ذلك مفاجئاً للنظام بل وجه صفعة لكل الجهود التي كانت تريد تعويمه خاصة أنها أتت بعد إعادته لشغل مقعد سورية في جامعة الدول العربية، حيث أصبحت نصف الجغرافية السورية خارج سيطرته، وأغلب المكونات العرقية والدينية السورية كذلك رافضة لسلطته.

ويضيف معراوي أن النظام لا يعرف الحلول السياسية ولم يجربها ولن يجربها، ولذلك فهو لا يملك إلا خياراً أمنياً عسكرياً، حتى أن أي حل سلمي مع الحراك في السويداء أصبح مستحيلاً بعد رفع السقف في ساحة الكرامة لمستويات عالية وهي إسقاط النظام والتمسك بالقرار الدولي 2254 كمرجعية للحل كما هو الحال في نهج المعارضة السورية الرسمية.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار