أطلق عدد من نشطاء المجتمع المدني في مدينة السويداء جنوبي سورية، مبادرة مجتمعية لخلق مساحة هادئة ومثالية للدراسة، بسبب غياب البنى التحتية وانقطاع الكهرباء والغلاء الكبير في المحروقات.
تأتي هذه المبادرة في ظل ظروف معيشية صعبة تعيشها محافظة السويداء، والتي انعكست على كافة مناحي الحياة، وكان لطلبة الجامعات نصيب من المعاناة.
هدف المبادرة
منسقة المبادرة هيلين حرفوش قالت لوكالة سنا، إن المبادرة هي تعليمية تهدف لخلق مكان هادئ وسهل الوصول، تتوفر فيه الشروط التي يحتاجها الطالب أثناء الدراسة من إنارة وتدفئة وإنترنت “بشكل مجاني”، حيث يتم التنسيق بين المركز والطلبة لتنظيم الدور وحجز الأيام سواء بالفترة الصباحية أو المسائية، وفق الوقت الذي يلائم الطالب.
وأضافت حرفوش أن المبادرة جاءت استجابة لحاجة الطلاب الجامعيين في مدينة السويداء، في ضرورة إيجاد مكان يقصدونه بشكل مجاني ودون أي تكاليف، مشيرة إلى أن هذه الأماكن انتشرت مؤخراً في محافظة السويداء، إلا أن تكاليفها باهظة، مما شكل عبئاً على الطلاب في المنطقة.
التحديات
دفع غياب البنية التحتية في محافظة السويداء بحسب حرفوش القائمين على المبادرة لإطلاقها، وذلك على خلفية الأحداث الأخيرة التي تعيشها المحافظة الداعية للتغيير السياسي والانتقال السلمي للسلطة في سورية، إضافة للانقطاع المتكرر للكهرباء ولساعات طويلة، وسط غلاء مواد التدفئة وانقطاع الإنترنت ورداءة جودته، إضافة لزيادة أسعار الباقات بشكل جنوني، على حد قولها.
وقالت إن كل هذه التحديات ساهمت بعرقلة سير العملية التعليمية، وقد تكون مسبباً بانقطاع البعض عن التعليم مع تدهور الوضع الاقتصادي للأسر، التي باتت عاجزة عن تأمين ما يلزم أبناءها الطلبة، ما يُشعر الطالب أن تعليمه بات هماً إضافياً على ذويه، وهذا له انعكاسات على الصحة النفسية، ويؤثر على قرارات الطالب المتعلقة بمسيرته الدراسية، سواء بالانقطاع عن التعليم أو باختيار الفروع التي تعتبر دراستها أقل تكلفة من فروع أخرى.
ولفتت حرفوش إلى أن المبادرة تندرج تحت مظلة التكافل الاجتماعي تجاه الطلبة في الجامعات الذين يعتبرون العمود الفقرة الذي يبنى عليه البلد، وهذا نابع من الإحساس بـ”المسؤولية المجتمعية”.
من جهتها قالت راوية حرب أحد أعضاء المبادرة، إننا نأمل من هذه المبادرة أن نساهم بتوفير المساحة المثالية لدراسة الطلاب والطالبات في المرحلة الأكاديمية، والتي تهدف إلى تسهيل الدراسة وتوفير بيئة مريحة للطلاب.
وأضافت أنه تم تجهيز المكان وتوفير خدمة الكهرباء والإنترنت عالي السرعة، لتمكين الطلاب من الوصول إلى المواد الدراسية والبحثية بسرعة وسهولة، وتوفير أنظمة التدفئة اللازمة للطلاب، لضمان أنهم يتمتعون ببيئة دراسية مريحة وملائمة للتركيز، بالإضافة إلى توفير أجهزة حواسيب مجهزة بالبرمجيات والتطبيقات اللازمة للطلاب للقيام بأعمالهم الأكاديمية بشكل مريح وفعال.
وأشارت إلى أن الخدمات المقدمة مجانية بالكامل، بهدف السعي لأن يحقق الطلاب أقصى استفادة من الدراسة وتعزيز تحصيلهم الأكاديمي.
وبحسب شبكة السويداء 24(شبكة محلية تنقل أخبار المحافظة)، فإن السويداء تشهد تردياً في الأوضاع الأمنية والمعيشية، فضلاً عن تردي الوضع الخدمي، وغلاءً وشحاً في أغلب متطلبات الحياة في المحافظة.
ويعيش غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر، بينما يعاني أكثر من 12 مليون منهم من انعدام الأمن الغذائي، وفق الأمم المتحدة.
كما تشهد السويداء حراكاً شعبياً سلمياً للشهر السابع على التوالي، داعين من خلاله لإسقاط نظام الأسد والتغيير السياسي وتطبيق القرارات الأممية والمطالبة بالحرية والكرامة.
