5.4 C
Damascus
الجمعة, نوفمبر 22, 2024

“يافع” أول أكاديمية لتمكين اليافعين في الشمال السوري

“لأنهم المستقبل القريب ومستهدفون من كل الجهات على اختلاف أجنداتهم، ولأنهم يمتلكون قدرات هائلة تحتاج إلى ترشيد، ولأنهم يتأثرون أكثر من غيرهم بالتشويش والتشويه الفكري والمعتقدات والقيم”، لهذه الأسباب انطلق عبد الله درويش بمشروعه الجديد بتأسيس “أكاديمية يافع” لتمكين اليافعين واليافعات في شمال غربي سورية.

بداية الفكرة

بدأت فكرة اهتمامنا منذ عام 2012 في بلدة كفر نوران بريف حلب الغربي، حيث لاحظت تسرب الطلاب في مرحلة التعليم الثانوي، واتساع دائرة التشتت في ظل الحرب، ما دفعني إلى تدريب مجموعة من الشباب الجامعي، والانطلاق بتدريب اليافعين واليافعات حول “مهارات الحياة والقيم والهوية”، وفق ما قال مؤسس الأكاديمية عبد الله درويش لوكالة سنا.

وأضاف درويش أن الفكرة تبلورت أكثر في عامي 2015 و2016 حيث توسع العمل، وتمكن الفريق أكثر، وانطلق العمل بأكاديمية يافع كأول مشروع طويل الأمد في المناطق المحررة، وكانت رؤيتنا “جيل حرّ مسؤول”، يتميز بالفاعلية، ليسهم في التغيير الإيجابي.

وبدأت الفكرة على مبدأ التبرع بالوقت، حيث يقدّم كل مدرب ساعة في الأسبوع، ثم بدأت تظهر روح الانتماء للفكرة، وبدأ الشباب يبذلون وقتاً وجهداً أكبر، ولكن تعرض بلدة كفرنوران للقصف دفعنا للنزوح، وبدأنا بالتدريب “أون لاين” للداخل السوري، وعلى مستوى الوطن العربي، ثم التدريب من خلال شراكات مع فرق أخرى.

وأضاف درويش، “بدأت أدرب المدربين”، ثم تطور الأمر لإعداد مناهج خاصة بنا، وقد استفدت من الخبرة الطويلة، والاطلاع على مناهج عديدة، فقمت بإعداد “دليل جلسات مهارات الحياة، المواطنة الفاعلة، التدبر”، وما زلت أعمل على مواضيع جديدة.

الفاعلية في المجتمع

يهدف درويش من خلال مشروعه الذي يصفه الأول من نوعه على مستوى شمال غربي سورية، إلى تحصين اليافعين من التشوهات الفكرية التي تغزو الساحة، وتعزيز الهوية الإسلامية التي تنطلق من الثوابت، وبناء شخصية اليافعين المتوازنة والقائمة على تقبل الذات والتكيف الإيجابي مع الواقع، إضافة لتعزيز الثقة بالذات وقَبول الآخر والانفتاح على الثقافات والحضارات، وتمكين اليافعين ليتميزوا بالفاعلية الذاتية والقدرة على التأثير الإيجابي في المجتمع.

وفق درويش فإن “قوة المشروع” تكمن في “موارده”، فانطلقت الفكرة من خلال مجموعة من الشباب اليافعين في عام 2012 في بلدة كفر نوران في ريف حلب الغربي، فيما تبلورت الفكرة بين عامي 2015 و2016، حيث تم تغيير الإستراتيجية حسب الظروف التي مرت على اليافعين في المنطقة.

إعداد ميسر مهارات الحياة

ويعتبر درويش أن سنة 2022 كانت الانطلاقة الحقيقية للأكاديمية، حيث تم تدريب 16 يافعاً ويافعة، وهو الأول من نوعه في الشمال السوري، وكان التدريب يتمحور حول” إعداد ميسر مهارات الحياة لليافعين” وفق ما قال، مضيفاً أنه تم إحداث نقطة تدريبية في أماكن تواجد الميسرين الجدد.

كما تم التشبيك مع “منظمة بنفسج” في مدينتي إدلب ودارة عزة لإجراء تدريبات تستهدف فرق من الشباب اليافعين، حيث تم تدريب 160 يافعاً ويافعة بـ 7 نقاط تدريبية.

المنهاج

يتعلم الطلاب منهاجاً تعليمياً مخصصاً يتضمن تعليم القرآن الكريم والسيرة النبوية التفاعلية ومهارات الحياة وحكاية يافع، وهذا المنهج خاص بأكاديمية يافع وفق عبد الله درويش، والذي ينسجم مع السياق السوري، وفيه نوع من التكامل والتوع بالأساليب، ويعطي الميسر قدراً من الحرية والإبداع.

وتقدم الأكاديمية عدة خدمات أهمها تدريب اليافعين واليافعات ضمن المنهاج المخصص لهم، والذي يتضمن “إعداد ميسر مهارات الحياة لليافعين، مقهى القراء، وجلسات إرشادية فردية وجماعية”، ومدة المشروع سنة واحد، على فترتين صيفية وشتوية، بواقع جلستين في الأسبوع.

وأشار درويش إلى أن الإنترنت والمعلومات الموجودة فيه لم يعد حكراً على أحد، فبات الاهتمام بالفضاء الإلكتروني مهماً للغاية، من خلال التدريب عن طريق “الأون لاين”، عن طريق بث فيديوهات مناسبة تخص مختلف شرائح المجتمع، ويبدو أن هذه الإستراتيجية هي سمة المرحلة القادمة.

تحديات العمل

بحسب مؤسس الأكاديمية فقد واجه المشروع عدة تحديات، أبرزها، التهجير لذي مر على الناس طيلة السنوات الماضية، والذي أثّر بشكل كبير على العملية التعليمية لمختلف المراحل العمرية بينهم اليافعون، وخاصة التهجير الأخير سنة 2020، الذي تسبّب بنزوح قرابة مليون نسمة، إضافة لضعف التنسيق بين الفرق المهتمة بتدريب اليافعين، وعدم تبني الجهات الرسمية لفكرة دمج مهارات الحياة بالتعليم، كذلك انعدام التمويل وقلة اهتمام الجهات المانحة بتدريب شريحة اليافعين، كما أن بعض الجهات تحاول أخذ الفكرة ثم الاستئثار بها ونسبها إليهم، بدلاً من التعاون وبذل الجهد لتوحيد الجهود، وهذا ما سيثمر توحد للجهود كافة.

يتطلع درويش والفريق العامل معه إلى توسعة مركزه في بلدة كفر نوران لمساعدتها على النهوض بعد القصف والدمار الذي تعرضت له، والذي أثر على اليافعين في البلدة، وأدى لتراجع إمكانياتهم المعرفية، آملاً بأن تكون أكاديمية يافع على مستوى عالٍ في الداخل السوري، وفي كافة البلدان، على حد قوله.

تقييم أداء منظمات المجتمع المدني

اعتبر الخبير في مجال منظمات المجتمع المدني الدكتور باسم حتاحت أن هناك تطوراً واضح المعالم في مفاهيم عمل منظمات المجتمع المدني، ولكن تحتاج إلى ضبط هذه المفاهيم، وأن هذه المنظمات بدأت تتلمس عملها الحقيقي لكن تحتاج إلى تطوير كبير في مفاهيم الحوكمة، ما يؤدي إلى تطوير سليم ومنهجي.

وقال حتاحت إن منظمات المجتمع المدني عندها مشكلة في مفهوم “الاستدامة”، لذلك يجب تطوير مفاهيمها وكوادرها وبرامجها وأعمالها، مشيراً إلى أن هناك عدداً من منظمات المجتمع المدني تلتزم بالخطط غير المستدامة، فتغيّر برامجها من أجل الحصول على دعم من الجهات المانحة، بينما الأصل أن تكون لها خطط مستدامة باتجاه هدف معين.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار