مضت 6 سنوات على سيطرة قوات الأسد على منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق، والتي دخلها بعد حصارها وقصفها بمختلف أنواع الأسلحة بما في ذلك الكيماوية منها.
ولا يزال الواقع في المنطقة التي شهدت العديد من العمليات العسكرية، مزرياً على كافة الأصعدة، ويعود ذلك إلى إهمال النظام المتعمد ورغبته في معاقبة حتى من بقي وفضل التسوية على التهجير نحو الشمال السوري.
وبجولة سريعة لوكالة “سنا” في المنطقة، وجدنا أنها ما زالت تفتقد إلى أدنى الخدمات الأساسية والبنى التحتية، وبشكل خاص شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، إضافة إلى خدمات الاتصالات والصحة وغيرها.
كما أن نقص الخدمات يشمل نقص المدارس والمساجد والأفران التي تضررت بفعل الغارات الروسية، ويرفض نظام الأسد ترميمها، فضلاً عن الطرق والمرافق العامة.
الواقع الطبي والإنساني في الغوطة الشرقية
على المستوى الطبي، وعلى سبيل المثال قرى حوش الضواهرة وحوش نصري وحوش الفارة التي تتبع إدارياً إلى مدينة دوما، لا يوجد فيها سوى مركزين إسعافيين، وهما عبارة عن غرف مسبقة الصنع يقدمان الخدمات لساعات معينة خلال اليوم.
وبخصوص الوضع الإنساني، فإن الواقع المعيشي في المنطقة سيئ للغاية، حيث يقبع 85% من السكان تحت خط الفقر، بسبب عدم استفادتهم من المساعدات التي تقدمها المنظمات التي تعمل في مناطق سيطرة النظام وبشكل خاص الهلال الأحمر.
ويقول أحد أبناء بلدة حوش الضواهرة الذي تحدث لوكالة سنا شريطة عدم الكشف عن اسمه خوفاً من الاعتقال إنه في حال حدوث أي طارئ طبي وخاصة في ساعات الليل، فإن الأهالي مضطرون للذهاب بالمريض إلى مدينة دوما لعدم وجود مركز صحي في المنطقة.
وأكد محدثنا أن الكثير باتوا يتحسرون على فترة الحصار التي عاشوها في المنطقة قبل سيطرة نظام الأسد عليها، كون العديد من الهيئات والمنظمات الإنسانية كانت تقدم مساعدات إنسانية، كما أن معظم المشافي كانت تديرها جهات دولية وبالتالي توفر الخدمات على مدار الساعة.
وأشار إلى أن الأهالي وجهوا العديد من نداءات الاستغاثة لمسؤولي نظام الأسد وشكلوا وفوداً والتقوا بهم لإقناعهم بالالتفات إلى واقع المنطقة والعمل على تحسينه، إلا أن جميع تلك الجهود باءت بالفشل، بينما يتجه الحال نحو الأسوأ.
يذكر أن جميع المناطق التي سيطر عليها نظام الأسد عبر اتفاقيات التسوية تشهد حالاً مشابهاً، حيث تشهد تهميشاً وإهمالاً إضافة إلى حملات المداهمة والاعتقالات التي لا تتوقف وتستهدف جميع مكونات المجتمع.