محمد الهادي – وكالة سنا
مضى العيد على أهالي المناطق المحررة بوجه أقل بهجة من الأعياد السابقة، ويبدو السبب الرئيس لذلك هو الفقر الذي تعيشه المنطقة وسط الغلاء المتزايد.
الأضاحي:
على مستوى المنظمات الخيرية، لم تكن أعداد الأضاحي تقارب أعداد السنة الفائتة، إذ قلت الأضاحي هذا العام بشكل ملحوظ ولافت، ولهذا سببان رئيسان: السبب الأول هو توجه العديد من الداعمين إلى غزة، وعلى الرغم من تعذر الذبح في غزة في الوقت الحالي فإن المنظمات والجهات الداعمة تذبح في مصر وتجمد اللحوم وتنتظر فرصة لإدخالها إلى غزة. وفي الهند يتم الذبح من أجل غزة ثم تطبخ اللحوم مع مواد حافظة وتنقل إلى مصر وتنتظر لحظة الدخول. وجهات أخرى لها أساليبها في محاولة تجهيز اللحوم للمحاصرين في غزة.
أما السبب الثاني لقلة أضاحي المنظمات في المناطق المحررة هو ارتفاع الأسعار الكبير مقارنة ببقية الدول، إذ تفضل المنظمات توجيه المشاريع للدول التي تكون فيها أسعار الأضاحي منخفضة، وتحديداً في إفريقيا حيث الرخص في المواشي والاستحقاق للدعم، ففي حين تصل تكاليف الأضحية في المناطق المحررة إلى ٣٠٠$ تقريباً،
فإن سعرها لا يتجاوز ١٠٠$ في بعض الدول الإفريقية، وهذا ما جعل الداعمين يتوجهون إلى إفريقيا ويعزفون عن سورية، باستثناء الجالية السورية التي تصر على تخصيص الأضاحي لأبناء بلدها دون النظر إلى فروق الأسعار.
أما على المستوى الفردي، فمع ازدياد حالات الفقر لدى الأهالي واستمرار غلاء المواشي لم يتح الذبح إلى للمتيسرين مادياً ونسبتهم قليلة في المناطق المحررة، إذ إن احتياج العائلة شهرياً من المال يصل إلى قرابة ٤٠٠$ بينما لا يجد عموم الناس في المحرر نصف هذا الدخل. وفي حين يصل راتب الموظفين في منظمات المجتمع المدني إلى ٤٠٠$ أو ٥٠٠$ فإنه ليس سهلاً ادخار ثمن أضحية نتيجة الغلاء العام في الأسعار، علماً أن الكثير من العاملين في المنظمات اعتادوا على ذبح الأضاحي في الأعوام السابقة، مع الإشارة إلى أن أعداد الموظفين في المنظمات قلت بشكل ملحوظ مع انخفاض الدعم الأممي إلى سورية.
موجة الحر:
أثرت موجات الحر المتتالية في تقليل الزيارات ولا سيما مع وصول درجة الحرارة في بعض المناطق المحررة إلى ٤٣ درجة مئوية، لذلك اقتصرت أغلب الزيارات على أوقات ما بعد العصر إلى منتصف الليل، ولا سيما في ثالث ورابع أيام العيد.
وتأثير موجات الحر نسبي في المناطق المحررة، فأثرها في المخيمات أو في الكتل الإسمنتية المخصصة للنازحين يكون مضاعفاً، إذ لا يستطيع هذا المأوى التخفيف من حدة الحر، ولم تصل الكهرباء إلى تلك المناطق بعد، على عكس البناء الطابقي أو المدن والقرى المخدمة بالكهرباء.
الوضع العسكري والعيد:
تميز هذا العيد بالهدوء الذي ساد المنطقة، إذ لم تشهد المدن المأهولة في المناطق المحررة قصفاً من قبل قوات الأسد والميليشيات التي تسانده خلال أيام العيد، وهذا ما ساهم في نشاط الأهالي والأطفال، ومكن الأطفال من زيارة أماكن اللعب الصغيرة التي تنشط في القرى والمدن خلال أيام العيد. غير أن بعض المدن وجدت منغصات في هذا العيد بسبب الخلافات والشجارات التي حصلت لأسباب مختلفة، وهنا نذكر مدن: تفتناز، مارع، كللي، تلعادة، وبعض المناطق الأخرى.