21.4 C
Damascus
الأحد, أبريل 28, 2024

ذوو الإعاقة في شمال غربي سورية، معاناة إنسانية في غمرة الحرب

تسببت الحرب الدائرة على مدار 12 عاماً، والتي شهدت قصفاً مستمراً لقوات الأسد وروسيا والميليشيات الإيرانية ضد المدنيين، بتزايد أعداد المصابين بإعاقات جسدية ونفسية، وسط ضعف في تقديم الخدمات التي لا تعكس حجم الاحتياج لهذه الشريحة الهشة في المجتمع.

كما تسبب زلزال 6 شباط الماضي الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سورية وبقوة 7،8 على مقياس رختر بسقوط آلاف الضحايا، حيث بلغ عدد الضحايا في شمال غرب سورية 4540 ، وبلغ عدد الجرحى 8786، مع فقدان العديد من الجرحى أطرافهم أو حدوث إعاقات أخرى لهم.

أرقام إحصائية

وبحسب تقرير أعدته وحدة تنسيق الدعم عن ذوي الإعاقة في شمال سورية، أظهرت النتائج الرئيسية فيه أن %52 من الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن سنتين يعانون من إعاقات (أو صعوبات في أداء المهام اليومية) قد تصل لمرحلة الإعاقة، وأن %63 من الأشخاص في شمال حلب يعانون من صعوبات أو إعاقات، ويعاني 59 % من الأفراد في منطقة عفرين من صعوبات في أداء المهام اليومية أو الإعاقات، يليهم 58 % من الأفراد في إدلب، بينما تصل النسبة إلى 21% من الأفراد الذين يعانون من الإعاقة في منطقتي رأس العين وتل أبيض، أما في شمال شرق سورية، فنسبة 48% من الأفراد يعانون من الإعاقة.

وأضاف التقرير أن %30 من الإناث لديهم إعاقات أو نوع من الصعوبات، وأن %18 من الأشخاص يعانون من صعوبات في المشي أو التسلق، و%17 من الأشخاص يعانون من صعوبات في الرؤية، حتى عندما يستخدمون النظارات، و%82 من الأشخاص ذوي الإعاقة عاطلون عن العمل، و12% من الأشخاص يواجهون صعوبات في الاعتناء بأنفسهم كالاستحمام أو ارتداء الملابس.

يشار إلى أن النسب أعلاه تشمل الإعاقات الخفيفة (مثل ضعف النظر…إلخ) والمتوسطة والحادة.

معاناة إنسانية

أفاد الحقوقي ثائر بلال، المهتم بقضايا ذوي الإعاقة في الشمال السوري لوكالة سنا، أن ذوي الإعاقة بكافة أشكالها يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة، خاصة القاطنين في المخيمات، مشيراً إلى أن العائلة التي لديها شخص معاق تتغير حياتها جذرياً، فهم يعيشون معاناة يومية في العناية بالشخص المعاق وتأمين احتياجاته.

وأضاف بلال وهو من ذوي الإعاقة ويمشي على كرسي متحرك، إن بنية المخيمات في الشمال السوري خاصة العشوائية منها، غير صالحة لشخص معاق يمشي على كرسي متحرك، أو لشخص يستخدم العكاز، فضلاً على أن برد الشتاء وحر الصيف، هو معاناة مضاعفة للأشخاص ذوي الإعاقة.

وأشار بلال إلى أن المرافق الصحية في المخيمات في غالبيتها لا تناسب الأشخاص ذوي الإعاقة، فهي مبنية على شكل كرفانات بعيدة عن الخيام، فكيف لشخص معاق على كرسي متحرك أن يصل إليها، وخصوصاً في الشتاء، وكذلك عامل الأمان الذي يقلق الأشخاص ذوي الإعاقة، كما أن وطأة الاحتياج المعيشية أصبحت أقوى على الأشخاص ذوي الإعاقة وخصوصاً إذا كان مُعيلاً أو فقد من يعيله فهو يجد صعوبة في تأمين احتياجاته واحتياجات أسرته سواء أكانت غذائية أو معيشية أو رعاية صحية وأدوية، وهذا يسبب لهم ضغطاً نفسياً مضاعفاً.

يعمل ثائر بلال في مركز سند لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة كفر تخاريم شمال غربي إدلب، وهو من بين عشرات المراكز التي تقدم خدمات مختلفة لذوي الإعاقة.

من جهته قال المشرف على مشروع ذوي الإعاقة في جمعية “سنابل الأمل” ياسر هاشم، إن مجتمع شمال غرب سورية يعيش أوضاعاً سيئة بالمجمل وخاصة الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث توجد بعض المنظمات التي تهتم بشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة لكنها لا تفي بالغرض المطلوب ولا تلبي إلا القليل من متطلبات الأشخاص ذوي الإعاقة.

وأشار إلى أن الخدمات تقتصر على أدوات مساعدة للحركة وبعض المستلزمات والأدوات الطبية، وفي بعض الأحيان تأمين سماعات للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية بالإضافة للكراسي المتحركة، لافتاً إلى أن الخدمات جداً متواضعة مقارنة مع حجم وأعداد الأشخاص ذوي الإعاقة بشمال غرب سورية.

وتشكّل نسبة المخيمات العشوائية 89% من المخيمات الكلية، وفق قطاع المخيمات في الأمم المتحدة، كما لا تتوفر مؤسسات تعليمية أو مدارس خاصة بذوي الإعاقة أو مراكز تأهيل للأطفال ذوي الإعاقة في مناطق المخيمات أو قربها.

أبرز الاحتياجات

تتنوع احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، ناهيك عن كونها متجددة، وبحسب الدكتور مأمون سيد عيسى مدير العلاقات في جمعية عطاء فإن أبرز احتياجات ذوي الإعاقة في الشمال السوري تتمثل ب(معالجة المشلولين الذين لديهم قرحات فراش و تأمين أدويتهم، و تأمين الكراسي المتحركة، وضرورة تأمين بامبرز، وعكازات، وفرش خاصة، مع العمل على دمجهم بتعليم الطلاب الغير معاقين، بالإضافة لزيادة مراكز التأهيل ومنها مراكز العلاج الفيزيائي).

في حين ذكر تقرير وحدة تنسيق الدعم أن وجود أشخاص ذوي إعاقة يؤثر بشكل كبير على أولويات الاحتياجات للأسر في جميع أنحاء شمال سورية، وتُظهر الأسر التي تحوي أفراد من ذوي الإعاقة احتياجاً واضحاً للقسائم النقدية متعددة الأغراض، والتي تشكل 20 % من متطلباتها الأساسية، وتعزى هذه الحاجة المتزايدة إلى النفقات الإضافية المرتبطة برعاية أفراد الأسرة ذوي الإعاقة، بما في ذلك تكاليف الرعاية الصحية والأدوية والنقل.

وأضاف التقرير أنه يتم تخصيص 12 % من أولويات احتياجاتهم لوقود التدفئة ووسائلها، حيث يتعرض الأفراد ذوو الإعاقة، لا سيما أولئك الذين يعيشون في مخيمات النازحين، لخطر متزايد للإصابة بالأمراض المرتبطة بالطقس البارد.

وأجمل التقرير أبرز الاحتياجات للأشخاص ذوي الإعاقة في الشمال السوري، بضرورة تأمين قسائم مالية متعددة الأغراض، ووقود ووسائل التدفئة، وخدمات مخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة، وتوفير فرص عمل للأشخاص ذوي الإعاقة، والتعليم، والوصول إلى المرافق الصحية، وتدريب الأشخاص ذوي الإعاقة لتنمية مهاراتهم.

إضافة لتأمين كراسي متحركة ووسائل مساعدة في المشي، وتوفير وسائل النقل العام مناسبة للأشخاص ذوي الإعاقة، وتجهيز بنى تحتية للطرقات مناسبة للأشخاص ذوي الإعاقة، وتأمين فوط للأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن.

وأظهرت دراسة-الإعاقة في سورية 2021 – الصادرة عن برنامج تقييم الاحتياجات الإنسانية في الأمم المتحدة أن نسبة ذوي الإعاقة الموسعة من الأفراد من سنتين وما فوق هي 28 % من السكان في شمال غرب سورية وهي تعادل تقريباً ضعف المتوسط العالمي لنسبة لإعاقة ونسبتهم في مناطق شمال سورية 19%، أما نسبة ذوي الإعاقة الحادة فهي 5.48 % في شمال غرب سورية و3.72% في شمال سورية.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار