8.4 C
Damascus
السبت, ديسمبر 7, 2024

في إدلب.. أسعار الملابس ضعف العام الماضي والعامل الاقتصادي أنهك الجميع

في العشر الأخير من رمضان، ومع اقتراب عيد الفطر تنشط الحركة التجارية عموماً في منطقة شمالي غرب سورية، وتزدحم الأسواق، التي قد تهيأ تجارها منذ بداية شهر رمضان لهذه المناسبة، ولكن مشهد العيد يبدو مختلفاً عما كان عليه في الأعوام الماضية.

ولسان حال سكان محافظة إدلب بالخصوص وفق عدد ممن التقت بهم وكالة سنا، أن شهر رمضان وتجهيزات العيد لم تختلف عن السنة الماضية، التي خرجت المنطقة فيها حزينة على وقع زلزال 6 شباط المدمر الذي حصد الآلاف من الأرواح مع دمار كبير في الممتلكات، إلا أن ما يميز هذا العيد هو الغلاء الكبير في الأسعار.

وعلى الرغم من المعاناة والفقر، تجد عائلات الشمال السوري وإدلب فرصة تجعل من خلالها أطفالها يعيشون فرحة العيد ولو بشكل محدود.

نشتري بالحد الأدنى

أميمة محمد، مهجرة من ريف حلب إلى شمالي إدلب، قالت لوكالة سنا: إن هذا العيد شهد ارتفاعاً في معظم المواد الغذائية، وكذلك كل أنواع الحلويات على اختلافها بسبب التنوع السكاني المتواجد في هذه المنطقة، ووسط تنافس محموم بين التجار والباعة تجد من يحاول من الأهالي اقتناص فرصة العيد لإدخال الفرح إلى بيته، ولو بالشيء اليسير.

وأضافت: ولكن كما هو حالي، فمنذ أيام أخرج بصحبة زوجي وأطفالي إلى السوق، وبعد ساعات من التسوق، أعود خالية الوفاض ويداي فارغتان، بسبب العامل الاقتصادي الذي أنهك شريحة واسعة من الناس في هذه المنطقة، سيما أنها منطقة معرضة للقصف والنزوح دائماً.

وحول حركة الأسواق في المنطقة قالت محمد، إن الناس في إدلب ليس لهم وقت محدد للتسوق وتجهيزات العيد، فمن وصلته حوالة مالية من أحد أبنائه أو أقاربه المغتربين، اشترى فيها احتياجاته ولو قبل العيد بشهر، ومن لم يملك المال لم يشترِ أي شيء.

فيما لم تخفِ تنهيدة الرجل الأربعيني خالد سعد المشاعر الحزينة التي يكتمها، وذلك عند سؤاله ماذا أعددت للعيد، وقال لوكالة سنا: “ما بنعرف كيف عايشين برمضان، وإجى العيد والوضع صار أصعب”، مضيفاً: أنا عامل نظافة في إحدى بلدات ريف حلب الغربي وتابع للبلدية، استلمت راتبي الشهري وهو 100 دولار أمريكي، وعلى الفور سلمته لزوجتي لتشتري أغراض العيد للأطفال، بينما لم نوفِ ديون محال الخضراوات والمواد الغذائية إلى الآن.

المخيم بجانب المول

وشهدت الأسواق في منطقة إدلب مؤخراً افتتاح عدد من المولات والمعارض والمحال التجارية الكبيرة، والتي ساهمت بإضفاء جانب من الحداثة على واجهة المنطقة، إلا أنه وعلى بعد مئات الأمتار من المولات لا تزال مخيمات النازحين العشوائية قائمة، ويعيش سكانها أوضاعاً إنسانية صعبة، وسط الكثير من العوز والفقر.

فلا يغيب عن ناظريك قيام بعض الجمعيات الخيرية التي جلبت الأطفال الأيتام أو من المخيمات المجاورة إلى المولات في منطقة الدانا شمالي إدلب، لتشتري لهم لباس العيد، فتقرأ في عيون الأطفال ولسان حالهم يقول: “هل هذه المولات في سورية أم نحن في تركيا”، معبرين عن دهشتهم لتصميمها الحديث، الذي لا يشبه بالتأكيد المخيم الذي يعيشون فيه.

ويشتكي أهالي إدلب من أسعار الملابس في الأسواق تزامناً مع اقتراب عيد الفطر، إذ إن “أسعار ملابس الأطفال أعلى من المرتبات الشهرية” وبحسب مصادر محلية، فقد “ارتفعت أسعار قطع الثياب 50% عن أسعار العام الماضي”.

كما أن هذا العيد تميز بحسب صاحب إحدى محال الألبسة التجارية في منطقة سرمدا، بعدم تنوع لباس الأطفال، إضافة لغلاء ثمنه، وقال لوكالة سنا: إن نسبة 90 بالمئة من ألبسة الأطفال تم شراؤها من مصدر واحد ولذلك ترى أغلب الألبسة المعروضة متشابهة، كما أن ثمنها غالٍ وليست بجودة عالية، ولكن الناس مضطرة للشراء، لرسم الفرحة على وجوه أطفالهم، على حد قوله.

شح بمادة الغاز

وفي سياق متصل تشهد محافظة إدلب، شحاً بمادة الغاز المنزلي، وأعرب الأهالي عن خشيتهم من استمرار أزمة الغاز لفترة طويلة، خاصة أنها من أساسيات أي منزل لطهي الطعام، أو إعداد الحلويات مع قرب موعد حلول عيد الفطر.

من جهته، أشار مدير العلاقات في “المديرية العامة للمشتقات النفطية” التابعة لـ”حكومة الإنقاذ”، أحمد سليمان إلى حدوث تأخير من الشركة الموردة بتسليم طلبية الغاز، حيث توقفت عن العمل لمدة يومين.

يشار إلى أن سعر أسطوانة الغاز المنزلي ضمن المناطق التي تديرها “حكومة الإنقاذ” في إدلب، بلغ، 12.55 دولاراً أميركياً (قرابة 400 ليرة تركية).

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار