31.5 C
Damascus
الأربعاء, أبريل 24, 2024

مليونان ونصف ليرة سورية.. أجرة التسجيل في روضة للأطفال بمناطق الأسد

خاص – الوكالة السورية للأنباء “سنا”
تقف المعلمة “س – ز” منذ أعوام عاجزةً عن إدخال الفرح والسرور إلى قلوب أطفالها الثلاثة وتسجيلهم في إحدى رياض الأطفال، علماً أنها تعمل منذ 13 سنة في روضة بالعاصمة دمشق، ورغم أن لديها راتب شهري، وتتلقى بعض المساعدات المالية من أقاربها في دول اللجوء، إلا إنها تمتنع عن التفكير بالأمر بسبب تكاليف المتطلبات الأساسية للحياة اليومية وصعوبة تأمينها.

مع اقتراب موسم التسجيل للعام الدراسي 2021 – 2022، وبالتزامن مع ارتفاع كبير في أسعار القرطاسية والمستلزمات المدرسية، تشهد مناطق سيطرة نظام الأسد صدمةً جديدةً جراء أجور تسجيل أطفالهم الصغار “دون سن الخامسة” في الروضات.

تُعتبر رياض الأطفال من أهم المراحل كونها أولى خطوات تعليم الطفل، فهي تُساعد في تهيئة الطفل للمدرسة، وتنقله من أجواء الأسرة إلى العالم الخارجي، وتُطور مهاراته الحركية والعقلية والكلامية وتُنميها، وتساعده في التعبير عن نفسه، وتُقوي شخصيته، فضلاً عن أنها فرصته الأولى للعمل بروح الفريق والتعاون مع أقرانه والاندماج معهم، بحسب ما قالته محدثتنا العاملة في إحدى رياض الأطفال بدمشق.

وتؤكد المُعلمة أن أجور التسجيل في رياض الأطفال تكون وفقاً للخدمات المقدمة كـالنقل، وتنوع وسائل الترفيه، والعناية بالطفل، وتدريس لغات، واللباس، والألعاب البلاستيكية، مشيرةً بأن لمكان الروضة دور هام في ذلك أيضاً، فمن الصعب إيجاد روضة وسط المدينة أو بمنطقة “مشروع دمر” تكون أجورها قريبة من روضة أخرى في الأرياف التي بلغت هذا العام مليون و 200 ألف ليرة سورية للسنة الواحدة، ما يُعادل 365 دولار أمريكي، أما في وسط المدينة والمناطق الأكثر تنظيماً فتصل إلى 2 مليون و 500 ألف ليرة، ما يُعادل 760 دولار.

لا تقف المصاريف عند هذا الحد، حيث يحتاج الطفل إلى قرطاسية بشكل دوري، وهي أيضاً ليست سهلة المنال، وقد تصل إلى 100 ألف ليرة في حدودها الدنيا.

في حين لا يتجاوز الراتب الشهري للمعلمة 80 ألف ليرة سورية، ما يُعادل 25 دولار أمريكي لا أكثر، وإن أرادت تسجيل طفلها في روضة ذات الحد الأدنى من الأجور، فهي تحتاج لراتب شهري ثابت لمدة 15 شهراً، دون أن تصرف منه أي مبلغ للطعام والشراب وغيرها من أساسيات الحياة، بحسب ما أكدت.

كما لا تختلف أسباب كثير من العائلات لعدم إرساله أطفالهم إلى الروضة، حيث الأكثرية المطلقة تُفضل بصرف المال لتأمين مصاريف الحياة وسط انتشار البطالة وغلاء فاحش للأسعار، حيث بات إدخال الطفل إلى الروضة من الأحلام الممنوعة، جراء التكلفة التي تفوق الاستطاعة بأضعاف، وفي ظل عدم وجود رياض أطفال حكومية من المفترض أن تتبع لوزارة التربية، ولا سيّما بهذه الظروف الصعبة.

يُذكر أن “وكالة سنا” قد انفردت في 23 من الشهر الحالي بنشر تقرير مفصل حول الأسعار الخيالية للمستلزمات المدرسية في مناطق سيطرة نظام الأسد

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار