14.4 C
Damascus
الأحد, مايو 5, 2024

درعا مهد الثورة تنتفض لتعيد الأمل

وكالة سنا – خاص

تشهد مهد الثورة “درعا” احتجاجات وإضراباً عاماً يشل الحركة فيها، وسط هتاف المتظاهرين برحيل رأس النظام بشار الأسد، وهتافات عام 2011.

أسباب الاحتجاجات
تأتي الاحتجاجات عقب القرارات التي أصدرها النظام والتي تضمنت زيادة في الرواتب بنسبة 100 % مقابل زيادة أسعار المشتقات النفطية، والتي تبعها ارتفاع في أسعار جميع المستلزمات الأساسية والغذائية في مناطق سيطرة النظام.
ودعا ناشطون أطلقوا على أنفسهم اسم “الحراك السلمي السوري” الأربعاء 16 آب إلى عصيان مدني وإضراب شامل في مدن وبلدات جنوب سورية ليبدأ من يوم الخميس الفائت.
وعن الأسباب التي دفعت أهل درعا للانتفاضة وضح عضو الائتلاف الوطني السوري أيمن العاسمي لوكالة سنا “أن أسباب الحراك لم تنته وهي امتداد لعام 2011 وهي ثورة كرامة وستبقى ثورة كرامة، ومطالب المحتجين لا تنازل فيها عن زوال النظام، ولكن هناك عوامل مساعدة لانضمام شريحة واسعة للاحتجاجات الأخيرة، والتي جاءت لتزيد من زخم الحراك وهي الوضع المادي المتردي”.

الجديد في الاحتجاجات الأخيرة
درعا وريفها ومنذ توقيع التسوية بين ثوارها والنظام برعاية روسيا، لم تتوقف عن الاحتجاجات والمظاهرات، وما يميز تلك الاحتجاجات عن سابقاتها، أجابنا الأستاذ عصمت العبسي مسؤول مكتب الحراك الشعبي بمجلس حوران الثوري في تصريح خاص لوكالة سنا: “أن ما يحصل الآن لا يختلف كثيرا عما سبق ولكن اتسعت رقعت الاحتجاجات، وتم التنسيق مع لجان الحراك في السويداء، حيث هناك تواصل وتشاور بشكل مستمر، وأيضا الجديد أن الحراك سيبقى مستمرا حتى تحقيق مطالب الشعب السوري بالعيش في حرية وكرامة، في ظل توفر مستوى معيشي يأمن لهم مقومات الحياة التي حرمهم نظام الأسد منها، نتيجة السياسة القمعية والفساد الذي استشرى في جميع جسد هذا الكيان.

ماذا لدى النظام ليقدمه للمحتجين؟
النظام تعامل سابقاً مع جميع الاحتجاجات بالقمع والوحشية والاعتقال. السؤال المطروح هل سيكون الأمر مختلفا هذه المرة؟ نفى العبسي أن يكون لدى النظام حلول أخرى غير العنف والقمع، وذلك “لأن النظام بات قائماً على الفساد، وعلى فرض الأتاوى والضرائب، ونهب خيرات الشعب، وحتى سرقة المساعدات الأممية والقادمة من الخليج العربي المقدمة للمحتاجين والأسر المستحقة، وكما شاهدنا أنه مستعد لدفن المساعدات في التراب على أن يوزعها للمتضررين جراء الزلزال”.
وعبر الرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري نصر الحريري في تصريح لوكالة سنا عن تخوفه من ردة فعل النظام لهكذا احتجاجات والتي تمس رأس النظام-حسب تعبيره- “لأن النظام كما عهدناه لا يعرف إلا الإرهاب والتخويف والقمع، ولا يتبع عادة الطرق السلمية، لأن تلك الأنظمة الدكتاتورية تعتبر أي انصياع لمطالب الشعب هو تهديد لوجودها”.

عن استمرار الاحتجاجات
الاحتجاجات تتوسع يوماً بعد يوم وتتحول تدريجياً لعصيان مدني شامل وهذا ما دعا إليه “الحريري” مناشداً الشعب في جميع المحافظات للتكاتف والاستمرار في الاحتجاجات وعدم الملل لما فيها من أثر كبير على نظام فقد جميع أوراقه”.
وقال عصمت العبسي “المظاهرات والاحتجاجات منظمة من قبل الناشطين وهناك جهود لتوحيد المطالب والتنسيق مع أبناء السويداء وجميع المحافظات حتى يتم تشكيل ضغط على النظام المجرم، ولا يعتقد أن تتحول هذه الاحتجاجات لصراع مسلح، والنظام في أضعف حالاته ويلفظ أنفاسه الأخيرة”.

وقال عضو الائتلاف العاسمي: “لن تتوقف الاحتجاجات، ربما تخمد في لحظة من اللحظات ولكن ما تلبث أن تندلع من جديد لأن المطالب والأسباب ما زالت موجودة وهي إزالة هذا النظام”.
ووجه خطاباً للثائرين في الجنوب وفي شتى المناطق: “نحن معكم ونفتخر بشجاعتكم، ولا بد أن يدرك العالم أن هذا الشعب واحد ومتفق على إزالة هذه العصابة، وهو مستمر في ثورته حتى تحقيق مطالبه”.
كما وجه رسالة للمجتمع الدولي “أن يزيد الضغط على النظام ولا سيما الجانب الاقتصادي والسياسي، ووضع ملف المحاسبة على الطاولة، لجعله يرضخ لمطالب الشعب السوري”.
وحذر من استثمار النظام للاحتجاجات ليوصل رسالة للعالم أنه “لا بد لكم من مساعدتي لألبي مطالب الشعب”.

وفي سياق متصل توسعت الاحتجاجات في الأيام القليلة الماضية لتشمل ريف دمشق (جرمانا)، والسويداء حيث سجلت المحافظة اليوم42 نقطة تظاهر حسب موقع شبكة السويداء 24، وكان التجاوب لافتاً مع دعوات الإضراب العام والعصيان المدني، وشهدت المدينة مظاهرة حاشدة طالبت بإسقاط نظام الأسد ورحيل بشار الأسد، ولاقى الحراك تأييداً من كتلة كبيرة من تجار المحافظة، كما أيده الرئيس الروحي للطائفة الدرزية حكمت الهجري، الذي أصدر بيانا حث فيه المحتجون على الاستمرار في حراكهم السلمي.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار