17.4 C
Damascus
الخميس, مايو 2, 2024

تهريب المخدرات إلى الأردن.. أهداف إيران البعيدة ودور إسرائيل المحتمل

تصاعدت خلال الفترة الماضية عمليات تهريب المخدرات من جنوبي سورية نحو الأردن، وباتت تأخذ أشكالاً وأبعاداً جديدة، حتى وصلت إلى محاولة كسر الحدود بقوة السلاح.

وكانت أكبر تلك المحاولات يوم الاثنين الماضي حين حاول عشرات المهربون اجتياز الحدود الأردنية، وبعد اكتشاف أمرهم دخلوا في اشتباكات عنيفة مع قوات حرس الحدود الأردني.

استمرت تلك الاشتباكات 14 ساعة متواصلة، أدت إلى مصرع عدد من المهربين، وإلقاء القبض على 9 منهم، كما ضبط الجيش الأردني بعدها نحو 5 ملايين حبة كبتاغون، وقرابة 13 ألف كف حشيش.

وفي تطور لافت، ضبط الجيش الأردني مجموعة من الأسلحة تتضمن صواريخ روكيت لانشر، وقذائف RPG، بالإضافة إلى قناصات وبنادق آلية، كانت معدة للتهريب نحو المملكة.

كيف تتم عملية تهريب المخدرات من سورية إلى الأردن؟

قالت مصادر في الجنوب السوري لوكالة “سنا” إن شحنات المخدرات تصل من لبنان ومن مناطق الساحل إلى محافظتي درعا والسويداء، بحماية من الأمن العسكري وميليشيات حزب الله والحرس الثوري الإيراني.

وهناك يتم توزيعها على التجار المحليين المسؤولين عن نشر المواد المخدرة بين أبناء المنطقة، وعلى متزعمي عصابات التهريب الذين يتولون مهمة نقلها إلى الأراضي الأردنية.

ويعتمد زعماء العصابات على شبان من أبناء المنطقة المحاذية للحدود الأردنية في عملية نقل المخدرات من سورية نحو المملكة، وذلك مقابل مبالغ مالية تصل إلى 5 ملايين ليرة عن كل عملية، مستغلين لذلك سوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية وقلة فرص العمل.

يضاف إلى ذلك عمليات تهريب يديرها ويشرف عليها قيادات من حزب الله والحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر، وتتم بواسطة الطائرات المسيرة وتكون هذه المحاولات تحمل مواد مخدرة مرتفعة الثمن.

كما تشرف تلك القيادات على عمليات التهريب التي تتضمن أسلحة، حيث تؤكد المصادر توجه سيارات حزب الله والحرس الثوري إلى منطقة التهريب قبيل ساعات من انطلاق المجموعات نحو الحدود الأردنية، وهناك يتم توزيع الأسلحة على المهربين.

أكبر من تهريب مخدرات

كرر الأردن خلال الفترة الماضية الحديث عن ضلوع قوى إقليمية في عمليات التهريب التي يتعرض لها، كما دق ناقوس الخطر من أنه ليس المستهدف الوحيد من هذه العمليات رغم أنها تهدد أمنه القومي بشكل مباشر.

ولخطورة العملية الأخيرة، شن سلاح الجو الأردني غارات جوية على عدة مواقع في محافظتي درعا والسويداء، وبحسب مصادر استخباراتية إقليمية فإنها استهدفت مراكز مرتبطة بعمليات التهريب.

ويؤكد مدير مركز جسور للدراسات محمد سرميني أن الملف الأخطر الأول بالنسبة للأردن هو ملف عبور السلاح والمتفجرات، تهريباً من الحدود مع ‎سورية، ومن ثم يأتي خطر المخدرات تالياً.

ومن وجهة نظر سرميني، فإن الأردن يتعامل مع نظام الأسد على أنه متماهٍ مع المشروع الإيراني ومع ما يقوم به الحرس الثوري وحزب الله جنوبي سورية من تسهيل عبور ‎المخدرات وغيرها إلى أراضيه.

وفي الوقت نفسه، لا يغلق الأردن باب التواصل والتنسيق مع نظام الأسد واستمرار سماعه لما يدعيه من استعداده لإعطاء المعلومات وللتنسيق الأمني لضبط الحدود، وفقاً لما ذكر سرميني في تغريدة على منصة “إكس”.

وتوقع سرميني أن يكون هناك تنسيق عالٍ لضبط الحدود السورية الأردنية بين الأردن وإسرائيل، حيث أكد أن خطر تهريب الأسلحة والمتفجرات وعبور الخلايا لا يقتصر على استهداف الأردن فقط، بل يمتد ضمن خطة تعزيز النفوذ الإيراني في الضفة الغربية.

وأضاف: “ذلك يهدد الأردن، ويهدد بشكل مباشر إسرائيل التي شارك سلاح الجو لديها في القصف أمس على أهداف إيرانية في القنيطرة السورية”.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار