15.4 C
Damascus
الجمعة, مايو 3, 2024

دمشق… مفاضلة بين سهرة رأس السنة ومستلزمات المعيشة

فادي شباط / خاص / سنا

رغم المنافسة الحادة بين أصحاب الفعاليات السياحية في المناطق الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد، وبالتزامن مع اقتراب حفلة رأس السنة الميلادية، إلا أن الحد الأدنى لتكلفة الاحتفال تتجاوز الراتب الشهري لموظفي الدوائر الرسمية.

بعض السوريين اعتادوا قضاء ليلة رأس السنة الميلادية في إحدى الفعاليات السياحية باختلاف تصنيفها، لكن منذ سنوات، عزف كثيرون منهم عن إحياء هذا الطقس الذي يُعد من أبرز طقوس الاحتفال برأس السنة، واستقبال العام الجديد.

كثير من العوامل تدخل في تحديد تسعيرة الحفل في الأماكن السياحية، لا سيّما وأن حفلة رأس السنة تكون لمرة واحدة، تبدأ من مدى شُهرة المكان السياحي وتصنيفه، وجودة ونوعية وكمية الطعام والمقبلات والمشروبات التي سيتم تقديمها خلال الحفل، كما أن الفنان الذي سيقوم بإحياء الحفل، له الدور الأبرز في تحديد التسعيرة، وفقاً لما قاله لـ “وكالة سنا” السيد “جورج” المقيم في منطقة باب توما وسط دمشق.

ويضيف محدثنا الذي رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن التسعيرة تختلف أيضاً من درجة إلى أُخرى، حيث تسعيرة الدرجة الأولى “المكان الأقرب للمسرح” تكون أعلى من الدرجة الثانية والثالثة والعادية، ولكل درجة مخصصاتها من الطعام والمشروبات.

“وكالة سنا” رصدت أسعار الحجوزات في عديد من المناطق، حيث تبدأ للطاولات العادية في الأماكن المتواضعة بنحو 70 ألف ليرة سورية للشخص الواحد، ولا تنتهي عند حد 250 ألف ليرة الشخص الواحد في عديد من الأماكن المعروفة بفخامتها وذات الدرجة العالية، والتي يحضر فيها فنانون مشهورون.

السيدة “أنطوانيت” القاطنة في حي دويلعة عبّرت عبر “وكالة سنا” عن امتعاضها من التكاليف العالية لسهرة رأس السنة، حيث تُفضل توفير تكاليف الاحتفال لتأمين المستلزمات الرئيسية للمعيشة، لا سيّما وأن الأسعار في الأسواق عالية جداً، والموارد معدومة جراء انتشار البطالة، وندرة فرص العمل.

يشاركها بالأفكار السيد “طوني” المقيم في منطقة باب مصلى، ويُؤكد أن كثيراً من العائلات المسيحية فقدت بهجة الاحتفال بليلة رأس السنة بسبب شوقهم لأبنائهم اللاجئين حول العالم والهاربين من بطش نظام الأسد، وحزنهم على من قضى منهم في الحرب التي فرضها نظام الأسد على السوريين منذ آذار 2011.

ويُشير “طوني” أن الأسعار والعروض المطروحة للاحتفال برأس السنة تؤكد هشاشة نظام الأسد، حيث لم يتمكن من فرض تسعيرة توازن بين متوسط دخل الناس وإنفاقهم، تاركاً الفعاليات السياحية تجتهد لتحقيق مصالحها الخاصة.

فيما يتمنى السيد “أنطون” المقيم في منطقة جديدة البلد، أن يحتفل بليلة رأس السنة بعيداً عن الأعباء والهموم التي فرضها نظام الأسد على كل السوريين، ويُفضل صرف ما تبقى لديه من قيمة الحوالة الأخيرة التي تلقاها من ابنه في ألمانيا، لتأمين الغاز المفقود ووسائل التدفئة التي وصلت أسعارها إلى مستويات قياسية عالية جداً.

يُذكر أن “وكالة سنا” كانت قد أكدت في تقريرها المنشور بتاريخ 26 من الشهر الجاري، أن تكلفة شجرة عيد الميلاد مع زينتها في دمشق وريفها، تتجاوز مليوني ليرة سورية، وبحسب المصادر المحلية فإن كثيراً من السوريين عاجزون عن شرائها بسبب الوضع المعيشي والاقتصادي المتدني.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار