25.4 C
Damascus
الأحد, أبريل 28, 2024

اللاذقية.. فشل وفساد وموجة غضب جراء سقوط أم وابنتها بالصرف الصحي

فادي شباط – وكالة سنا

ضربت مدينة اللاذقية بالساحل السوري خلال الأيام القليلة الماضية عاصفة مطرية أدت لوقوع خسائر عديدة بالبنية التحتية والممتلكات الخاصة وطوفان معظم الشوارع.

وانقطعت عدّة طرق في المدينة لا سيّما في المدخل الجنوبي، كما غرق عدد كبير من السيارات، وحدثت اختناقات مائية جراء تشكل السيول لعدم قدرة فوهات التصريف المطري من ابتلاع السيول، ما أدى لتجمع المياه في الشوارع الرئيسية.

أمّا الحادثة الأكثر ألماً فكانت لسقوط امرأة وابنتها في إحدى فوهات الصرف الصحي عند تقاطع أوتستراد الثورة قرب دوار الشبيبة، ليتم خلال ساعات طويلة إنقاذ الوالدة، مع عجز إنقاذ الفتاة “ندى داؤد – 25 عاماً” التي جرفتها المياه إلى دوار الأزهري، ليتم انتشال جثمانها من هناك بعد عملية إنقاذ فاشلة استمرت يوماً كاملاً.

وبمتابعة بسيطة للصور المتداولة أثناء عملية الانقاذ يتبين للمشاهد أن مدينة اللاذقية غارقة بالظلام إلى حدٍّ كبير مع غياب الكهرباء وأنظمة الطاقة الشمسية.

وكانت “الأرصاد الجوية السورية” قد حذّرت في وقتٍ سابقٍ من أن أمطاراً غزيرةً مصحوبةً بالعواصف الرعدية العنيفة تؤثر على محافظة اللاذقية وأريافها وبعض المناطق الوسطى والجزيرة مع حالة عدم استقرار، حيث يستمر تأثيرها على بعض المناطق الساحلية والوسطى والشمالية والشرقية والجزيرة.

ولم تتمكن ورشات محافظة اللاذقية بنظام الأسد من إجراء تجهيزات الوقاية اللازمة والسلامة العامة رغم تحذيرات الأرصاد الجوية وتعرّض المدينة خلال الشتاء الجاري لأربعة موجات مطرية مماثلة أدّت لأضرار مشابهة.

فاجعة الوالدة وابنتها خلّفت وأثارت موجة غضب عارمة في محافظة اللاذقية ووُجهت انتقادات شديدة للمعنيين والمسؤولين بنظام الأسد عن وجود فوهات مفتوحة للصرف الصحي.

وتساءل كثير من السكان عن أسباب غرق المدينة مع كل مرة تهطل بها الأمطار، علماً أن غزارة الهطولات المطرية شتاءً في مدينة ساحلية ليست مفاجئة لأحد، وطالب السكان بتشكيل لجان تحقيق ومحاسبة بشكل عاجل، بحسب ما قالت مصادر محلية لـ “وكالة سنا”.

وأشارت مصادرنا التي رفضت الكشف عن هويتها لدواعٍ أمنية، إلى أن أجوبة المعنيين غالباً ما تكون مضللة عبر توجيه أصابع الاتهام بالدرجة الأولى للسكان تحت ذريعة رمي المخلفات في الطرقات وقرب فوهات الصرف الصحي، ذلك بعملية هروب واضحة من إعلان الفشل القائم منذ سنوات، والتعتيم على ملفات الفساد والفاسدين ومن خلفهم.

وأكدت المصادر ضلوع مجلس محافظة اللاذقية وشركة الصرف الصحي بملفات فساد مع مؤسسة الإنشاءات العسكرية التي تقوم بتنفيذ مشروع “متاع 10” الهادف لتحسين الصرف الصحي والتخفيف من الضغط المائي في المدينة.

وتتبع مؤسسة الإنشاءات العسكرية لوزارة الدفاع بنظام الأسد، وتم تأسيسها في العام 1975 بموجب المرسوم التشريعي رقم 12 من أجل تأمين السكن اللائق للعسكريين، لكنها تخطت دورها وأصبحت مؤسسة ذات طابع إنشائي وصناعي وزراعي.

يُذكر أن السكان العالقين في المناطق الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد يعانون منذ سنوات من إهمال وتقصير وفساد المؤسسات الرسمية التي تتسبب بتكرار الحوادث الأليمة بين وقتٍ وآخر.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار