13.4 C
Damascus
الجمعة, مايو 3, 2024

الانتهاء من مشروع السكن البيئي المتنقل للصحفيين المتضررين من الزلزال شمال غربي سورية

خاص | وكالة سنا

انتهت بنجاح المرحلة الأولى من مشروع السكن المتنقل الصديق للبيئة والخاص بالصحفيين والصحفيات الذين تضرروا من الزلزال في منطقة شمال غربي سورية.

يأتي هذا المشروع بالتعاون بين مركز باريس للثقافات المتعددة ومؤسسة “فونداسيون دو فرانس”، حيث تعد خطوة مهمة نحو تقديم الدعم قدر الإمكان للعاملين في مجال الإعلام ممن تأثروا بشدة جراء الزلزال الذي ضرب شمال غربي سورية في شباط 2023.

وجاء إطلاق الفكرة في سياق تقديم الدعم للمتضررين من الزلزال، الذي يركز فيه على توفير بيئة مناسبة حسب الاستطاعة للصحفيين والعاملين في مجال الإعلام الذين يواجهون تحديات كبيرة جراء الكوارث الطبيعية، والتي تؤثر بالضرورة على عملهم في إيصال الواقع ونقل الحقائق.

مساكن متنقلة صديقة للبيئة

وبحسب المدير التنفيذي لمركز باريس للثقافات المتعددة، فإن السكن عبارة عن كتلة سكنية مساحتها 21 متراً مربعاً، مجهزة بألواح طاقة شمسية وبطارية، ومزودة بجميع المرافق اللازمة للعيش، بما في ذلك المطبخ والحمام وغرفة النوم، كما أنها مصنوعة من مواد صديقة للبيئة، مما يقلل من تأثير أضرارها على البيئة.

ويستهدف المشروع وفق إدريس 25 شخصاً من العاملين في الإعلام مع عائلاتهم، وبلغ عدد المستفيدين من المرحلة الأولى للمشروع 12 عائلة، وعدد أفرادها 52 شخصاً، منهم 11 امرأة و29 طفلاً وطفلة من أبناء المستفيدين.

تحقيق الأهداف

وقال صخر إدريس في حديثه لوكالة سنا، إن نهاية المرحلة الأولى للمشروع تأتي كنتيجة للجهود المشتركة بين مركز باريس للثقافات المتعددة و”فونداسيون دو فرانس”، والهدف هو تقديم دعم فعّال وملموس للعاملين في الإعلام الذين تأثروا بشكل مباشر جراء الزلزال، مما يسهم في استقرار مرحلي، مشيراً إلى أنه تمت مراعاة أن يكون السكن غير ثابت لإتاحة الفرصة لنقله عند الحاجة خاصة أن المستفيدين في معظمهم من المهجّرين، ونتطلع إلى توسيع نطاق هذا العمل الإنساني في المستقبل.”

وأضاف أن آلية اختيار الإعلاميين كانت بعد زلزال 6 شباط، حيث عملت المؤسسات الإعلامية في الداخل السوري على تقييم احتياج للصحفيين المتضررين من الزلزال بالتعاون مع وحدة دعم الاستقرار، حيث تم التواصل مع أصحاب الحاجة الشديدة للسكن، مشيراً إلى أنه للصحفي حرية اختيار مكان تجهيز السكن، وهناك نقاش حول إمكانية توسيع المشروع في المستقبل.

من جهتها قالت يسر داليجي، مديرة برنامج الطوارئ الدولية في مؤسسة فرنسا: “إنه بعد 12 عاماً من الحرب، والصدمات الاقتصادية والأوبئة، حوالي 4 ملايين شخص في شمال غرب سورية، منتشرين في 1800 مخيم وملجأ مؤقت، يجدون أنفسهم بلا مأوى، وفي ظروف محفوفة بالمخاطر للغاية، أضف إلى ذلك زلزال 6 فبراير/شباط الذي ضرب الشمال السوري، وأدى إلى مقتل أكثر من 4000 شخص ودفع آلاف السوريين إلى البحث عن ملجأ في أماكن أخرى، غالباً في مخيمات النازحين”.

وأضافت: “يلعب الصحفيون السوريون دوراً أساسياً في حماية المجتمع التعددي، ونشر المعلومات داخل بلدهم وعلى المستوى الدولي، والحفاظ على الضمير الأخلاقي للرأي العام. وفي كثير من الأحيان على حساب حياتهم، وقد تعرض العديد منهم بالفعل للتهديد والاعتقال والاستهداف بسبب أنشطتهم، كما تأثر كثير منهم بالزلزال ووجدوا أنفسهم في حالة من الضعف المتزايد، يجب علينا أن ندعم الصحفيين السوريين، وأن نضمن لهم (ولأسرهم) الظروف المعيشية الكريمة وبيئة عمل آمنة”.

وأعرب صحفيون ممن استفادوا من المشروع عن تقديرهم، لأنه خصهم بالدعم الذي تلقوه، وقالوا إن السكن المتنقل صديق البيئة ساعدهم على إعادة بناء حياتهم مرحلياً بعد الآثار المدمرة للزلزال الذي ضرب أماكن سكنهم.

وتعكس نجاح المرحلة الأولى إرادة الشركاء في تقديم الدعم الإنساني للعاملين في القطاع، والذين يعتبرون الحلقة الأضعف في كل المناطق نتيجة استهدافهم بسبب طبيعة عملهم في هذه الظروف الصعبة.

و مركز باريس للثقافات المتعددة “Centre multiculturel de Paris”، هو مؤسسة ثقافية مقرها فرنسا، تهدف إلى تعزيز التفاهم والتواصل بين مختلف الثقافات والمجتمعات من خلال تقديم مجموعة متنوعة من الخدمات والأنشطة الثقافية، بهدف تعزيز التواصل والحوار، والاهتمام ببرامج التوعية الاجتماعية والوقائية من الانجراف خلف التيارات المتطرفة والغريبة عن كافة المجتمعات.

ويعمل المركز على تعزيز التعاون والتعايش الثقافي في فرنسا وخارجها، ويصدر عنه موقع “المهاجرون الآن” للأخبار الاجتماعية والمعني بتسليط الضوء على قضايا المهاجرين واللاجئين وتحفيزهم للاندماج في مجتمعاتهم الجديدة.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار