13.4 C
Damascus
الخميس, مايو 9, 2024

نقص الحواضن في إدلب يزيد من معاناة الأهالي ومدرية الصحة لسنا: تواصلنا مستمر مع منظمة الصحة العالمية ونعمل على زيادة عدد الحواضن

تعاني منطقة إدلب شمال غربي سورية من قلة عدد حاضنات حديثي الولادة في المستشفيات العامة، في ظل انتشار الأمراض التنفسية الحادة، ما يدفعهم للتوجه إلى المستشفيات الخاصة المرتفعة التكاليف، وسط تردي الوضع المعيشي والاقتصادي في المنطقة.

ويحتاج بعض الأطفال الذين وُلدوا مبكراً أو يحتاجون إلى عناية ومتابعة صحية ودوائية إلى حضانة، خاصة أولئك المصابين بأمراض في الجهاز التنفسي، كما يحتاجون إلى إشراف أطباء متخصصين حتى تتحسن أوضاعهم الصحية، وتزول مضاعفات ضعف الولادة والأمراض عنهم.

وسائل غير صحية للتدفئة

وقال مدير دائرة الرعاية الأولية في مديرية الصحة بإدلب الدكتور دريد رحمون لوكالة سنا، إن القدرة الاستيعابية بمشافي الأطفال هو هاجس يقضُّ مضاجعنا في مديرية الصحة، خاصة في فترة الشتاء، كونها موسمية وتكثر فيها الإنتانات التنفسية عند الاطفال حديثي الولادة، باعتبارهم من الفئات الأكثر ضعفاً ومناعتهم تكون قليلة، مشيراً إلى أن قلة أعداد الحضانات تظهر في هذه الفترة من كل سنة، مع نقص مقبول مع بقية فترات السنة.

وعن الحلول المطروحة لهذا الأمر، أضاف الرحمون أن هناك عدة حلول مطروحة وإجراءات لازمة تعمل عليها مديرية الصحة، أولها هو زيادة عدد الغرف والحواضن القادرة على استيعاب الأطفال، وهذا الأمر يحتاج إلى مانحين، مشيراً إلى أن مديرية الصحة بإدلب تتواصل بشكل دائم مع منظمة الصحة العالمية وبقية المنظمات للحصول على هذه الإمكانيات الأساسية، وهناك بوادر لزيادة القدرة الاستيعابية ل9 مشاف بمعدل من10 إلى 15 سريراً للأطفال في كل مشفى، بالإضافة للتواصل مع عدة منظمات لتقديم حواضن خاصة للأطفال حديثي الولادة ممن عمرهم تحت 6 أشهر، وفق ما قال الرحمون.

وفي حديث سابق قال مدير شبكة الإنذار المبكر الدكتور ياسر فروح، إن القطاع الصحي يواجه حالياً التعامل مع موجة حادة من الأمراض التنفسية في فصل الشتاء، وهو المعدل الأعلى منذ خمس سنوات، مشيراً إلى أنه في الأسبوعين الماضيين تتحدث الأرقام عن حالات الأمراض التنفسية المقبولة في المشافي عند الأطفال، بأنها أعلى من نسبة الأمراض التي أصابت الأطفال في جائحة كورونا.

وبحسب فروح فإن المنطقة تشهد انتشار أمراض تنفسية حادة، وقد سجل رقم قياسي منذ خمس سنوات، وهي الأمراض الشبيهة بالإنفلونزا أو الكريب العادي والحالات التي تستدعي الدخول للمشفى مثل أمراض ذات الرئة، فشبكة الإنذار المبكر تراقب هذه الأمراض وتجري التحاليل لعينات معينة لمعرفة السبب الممرض.

وأضاف أن الحالات تضاعفت عن المعدل السنوي، وهذا يشير إلى وجود مشكلة فيما يخص الفيروسات التي تجول في المنطقة، والذي تبين من خلال نتائج تحليل الـ” بي سي آر (PCR)” أنه فيروس تنفسي مخلوي”آر إس في” (RSV) ، الذي يسبب أمراضاً ووفيات بنسب عالية عند الأطفال الصغار الأقل من 5 سنوات، والأقل من سنتين على وجه الخصوص، ومن الملاحظ وجود إصابات لدى باقي الفئات العمرية أيضاً.

وأوضخ أن تأثيره شديد على الأطفال خاصة بعمر ما دون 12 شهراً، إضافة لكبار السن ما فوق ال65 سنة، مشيراً إلى أن اجراءات الحماية العالمية مثل ارتداء الكمامة وتحديدات السفر، ساهمت بالحد من انتشار الأمراض التنفسية الحادة، ولكن في الوقت الحالي لا يوجد أي إجراءات متبعة أو قيود سفر، فالجميع توقع أن تكون هناك موجة أمراض تنفسية حادة تؤدي إلى حصول وفيات بنسب عالية.

وقال إن العالم بدأ يشهد انتشار فيروسات تنفسية وكذلك في منطقة شمال غربي سورية، وتمت ملاحظة في الأسبوعين الماضيين أن 85% من الأمراض التنفسية الحادة مثل ذات الرئة قد دخلت المشافي.

الخاص مكلف

يلجأ أهالي الأطفال ممن هم بحاجة حواضن إلى المشافي الخاصة نتيجة عدم وجود مكان في المشافي العامة، بسبب كثرة الأمراض التنفسية في فصل الشتاء، نتيجة الظروف الجوية وغياب وسائل التدفئة الصحية، وأدخنة التدفئة بمواد بلاستيكية أو غيرها من المواد الضارة، وبحسب عدد من أهالي الأطفال المرضى فإن الليلة الواحدة في الحضانة في المستشفى الخاص تكلف 50 دولاراً أمريكياً .

وينتشر التهاب القصيبات الشعرية الذي يصيب الأطفال خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة، وبسبب أن عدد أسرّة العناية المكثفة والحضانات قليل، فتضطر المشافي العامة أحياناً إلى وضع طفلين على كل سرير، كما أن عدد أجهزة التنفس محدود، ويُقدّر بنحو 20 حضانة أطفال في إدلب ضمن المستشفيات العمومية المدعومة من منظمات إنسانية، وهذا عدد قليل جداً مقارنة بالمطلوب.

ويعاني القطاع الطبي في إدلب نقصاً في المعدات والكوادر وضعفاً في التمويل، وتطال المرافق الطبية قذائف قوات الأسد وحلفائها.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار