20.4 C
Damascus
السبت, أبريل 27, 2024

بين الخوف والقلة والنسيان يعيش أهالي كفرنوران ظروفاً إنسانية صعبة بالقرب من خطوط التماس

يعيش أهالي قرية كفرنوران بريف حلب الغربي ظروفاً إنسانية صعبة، بسبب قربها من خطوط التماس، والقصف شبه اليومي الذي تتعرض له من قبل قوات الأسد والميليشيات الإيرانية المساندة له.

 

وتتربع كفرنوران في موقع يربط بين محافظتي حلب وإدلب، وتعتبر صلة وصل بينهما، ما منحها أهمية إستراتيجية، وهي تتبع لمنطقة الأتارب، وتبعد عن مدينة حلب نحو 35 كم وتمتد على مساحة تقارب خمسين هكتاراً.

 

أوضاع معيشية صعبة

قال عضو المجلس المحلي في كفرنوران خالد السلوم لوكالة سنا، إن معظم الأهالي في القرية يعانون من الفقر الشديد، حيث يعيش فيها أكثر من 850 عائلة، بظروف معيشية سيئة، فلا يوجد أي منظمة أو جمعية إغاثية تقدم خدمات في القرية، مما انعكس سلباً على أهالي القرية، إضافة لغياب فرص العمل التي إن وجدت تكون بأجور زهيدة.

 

وأضاف السلوم أن الواقع الخدمي أيضاً سيئ، ففي القرية مركز صحي ولكنه خارج الخدمة وبحاجة معدات كبيرة وكادر طبي، فالقرية بحاجة ماسة لتأمين الخدمات الطبية بسبب قربها من خطوط التماس وتعرضها للقصف المستمر من قبل قوات الأسد، إضافة لحاجة المدارس للترميم، ودعم الكوادر التعليمية وتقديم القرطاسية للطلاب.

 

وأشار إلى أن شبكة المياه في القرية بحاجة إلى إعادة تأهيل وصيانة وتوسيع الشبكة، وكذلك الصرف الصحي بحاجة إلى صيانة وإعادة تأهيل وتسليك، ناهيك عن رداءة الطرقات ضمن القرية، فمشاريع التزفيت غائبة عنها منذ سنوات.

 

وبحسب السلوم فإن الكثير من منازل القرية بحاجة إلى ترميم، بعد الهجمة الشرسة التي تعرضت لها القرية والمنطقة، نتيجة العملية العسكرية في مطلع 2020، إضافة لتأثر المنازل بالزلزال الذي ضرب المنطقة في 6 شباط من العام الماضي، فهناك أكثر من150 منزلاً مهدماً بشكل كامل، ونسبة كبيرة من المنازل فيها أضرار جزئية كبيرة.

 

القطاع الزراعي

وبالنسبة للزراعة في القرية فإن معظم الفلاحين يعانون من مشاكل صعبة بالوصول إلى أراضيهم وخصوصاً مع انتشار ظاهرة الطيران الانتحاري المسير لقوات الأسد، مما يشكل خطراً على حياتهم، إضافة لحاجة الفلاحين بحاجة للدعم، سواء كان بالبذار أو الأسمدة أو المبيدات الحشرية، لأنها تشكل أعباء إضافية عليهم.

 

من جهته قال الناشط في المجال التعليمي عبد الله درويش وهو أحد أبناء كفرنوران لوكالة سنا، إن أهالي القرية بالأصل هم من الطبقة المتوسطة، وعملهم في الزراعة وبعض المهن البسيطة، ومع انطلاق الثورة تعطلت أعمال نسبة عالية منهم، وعند اقتراب قوات الأسد بعد العملية العسكرية واسعة النظام في مطلع 2020، خسر الأهالي مساحات كبيرة من أراضيهم.

 

كما أن المنظمات الإنسانية تحفظت عن دخول القرية ومساعدة الأهالي فيها، بداعي الحفاظ على سلامة كوادرها من القصف، ما جعل الأهالي يعيشون أوضاعاً مأساوية.

 

وأضاف الدرويش أن شهر رمضان لهذا العام كان صعباً على الجميع وليس على أهالي كفرنوران فحسب، فقد ازدادت مأساة الناس نتيجة الغلاء في الأسعار، إضافة لتكثيف قوات الأسد وحلفائه للقصف على القرية وخاصة بالطائرات المسيرة الانتحارية، والتي زرعت الخوف الشديد في القلوب، وجعلت الناس تهيم على وجهها ولكن دون جدوى.

 

ولفت الدرويش أن كفرنوران من القرى التي اشتهرت بالعلم والحيوية رغم فقرها، وفيها اليوم عدد من المدارس والمراكز التعليمية التي يقوم عليها ناشطون وناشطات بشكل طوعي، يتحدون بإرادتهم القوية إرهاب نظام الأسد وقلة الدعم.

 

وطالب الدرويش بدوره منظمات المجتمع المدني وكل الجهات، للتوجه للقرية ودعم أهلها والوقوف إلى جانبهم وخاصة في هذا الشهر الكريم، مشيراً إلى العيد قادم ولا قدرة للأهل على رسم ابتسامة العيد على وجوه أطفالهم.

 

ومن أهم معالم كفر نوران المندثرة سكة حديد حلب اللاذقية، التي توقفت عن العمل منذ عام 2012، ولم يبق من معالمها إلا الحجارة بعد سرقة قضبانها الحديدية بحسب عدد من أهالي القرية، وقد كانت مزرعة صغيرة يطلق عليها اسم “نوران” في ظل الحكم العثماني، وبعد أن ازداد عدد سكانها تحولت لكفرنوران.

 

وشهدت قرية كفرنوران خلال سنوات الحرب نوبات متكررة من القصف أدى لدمار كبير في بنيتها التحتية حيث تعرضت القرية لأول قصف بالبراميل المتفجرة في منتصف شباط ٢٠١٢، بينما شهدت القرية قصفاً مكثفاً خلال الحملة الأخيرة في شباط 2020 من ضمنها أكثر من ستين غارة جوية بالصواريخ والبراميل المتفجرة.

 

وقال الدفاع المدني السوري إن قرية كفرنوران تتعرض بين الحين والآخر للقصف، بحكم موقعها القريب من خطوط التماس مع قوات الأسد في ريف حلب الغربي، وتقطنها عائلات تعاني من تهديد مستمر، وحالة من عدم الاستقرار في المنطقة تفرضها حملات التصعيد والقصف.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار