14.4 C
Damascus
الأربعاء, مايو 1, 2024

الطريق إلى القدس عبر أنقاض مخيم اليرموك!

فادي شباط | وكالة سنا

نظّم نظام الأسد يوم أمس الجمعة، مهرجاناً شعبياً في النادي العربي الفلسطيني بمخيم اليرموك جنوبي دمشق، تحت عنوان “الطريق إلى القدس”.

وحضر المهرجان عدد كبير من قيادات الفصائل الفلسطينية الموالية لنظام الأسد، أبرزها: “حركة الجهاد الإسلامي” و”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” القيادة العامة، وقيادات “حزب البعث العربي الاشتراكي” الذي يترأسه رأس نظام الأسد.

ووجهت القيادات الفلسطينية الشكر لسورية وإيران ولبنان ومصر واليمن التي كان لها الدور المهم في لجم العدوان الصهيوني، حسب وصفها، فيما وجهت قيادات نظام الأسد تهديدات عديدة للكيان الصهيوني.

يستمر نظام الأسد وإيران في التجارة بالقضية الفلسطينية، واستثمار إرادة الشعب الفلسطيني المقاوم والثابت في نضاله بوجه الاحتلال الصهيوني منذ عقود طويلة، رغم معاناته وأعبائه والتهجير المتواصل، وفقاً لما قاله لـ “وكالة سنا” الناشط الفلسطيني “عمار القدسي” عضو اتحاد نشطاء جنوب دمشق، والمهجر من مخيم اليرموك إلى شمال سورية.

ويرى محدثنا أن من دمر المخيمات الفلسطينية في سورية، لا سيّما مخيم اليرموك، لا يحق له الادعاء بمناصرته للقضية الفلسطينية وأبنائها الأحرار، فالقضية الفلسطينية قضية حق وحياة واستمرار، كما لا يُمكن فصلها عن الإنسانية، وليست قضية لتثبيت دكتاتوريات على عروشها كنظام الأسد الدكتاتوري ونظيره الإيراني.

ويضيف “القدسي” أن الذي يستجدي الأنظمة الدكتاتورية لمناصرة القضية الفلسطينية، لا بد أن يكون شريكاً بسفك دماء المدنيين الأبرياء في سورية والعراق والأهواز العربية المحتلة.

وأشار إلى أن نظام الأسد يُدين نفسه بنفسه عبر التهديدات الصادرة من فوق ركام مخيم اليرموك بحق الكيان الصهيوني، إذ إنه حتى اليوم لم يُسجل ولا مرة واحدة رده على الاستهداف الصهيوني الذي يطال مواقع داخل سورية، ولو كان صادقاً بمواجهة الصهاينة، لكان أقلها وجّه الرد على القصف الصهيوني الأخير الذي استهدف منذ أيام مبنى البحوث العلمية، قرب منطقة مصياف بمحافظة حماة.

يبعد مخيم اليرموك عن مركز مدينة دمشق نحو 8 كيلو متراً فقط، وهو المخيم الأكبر من بين 14 مخيماً للاجئين الفلسطينين في سورية، هي “سبينة- السيدة زينب – الحسينية – خان الشيخ – خان دنون – جرمانا – الرمدان” بمحافظة ريف دمشق، “العائدين” بمحافظة حمص، “النيرب – عين التل” بمحافظة حلب، “الرمل” في محافظة اللاذقية، ومخيم حماة ومخيم درعا، ويعد اليرموك عاصمة الشتات الفلسطيني، حيث تم تأسيسه عام 1957، أي قبل استلام نظام الأسد الحكم في سورية بـ 19 عاماً.

بدوره قال لـ “وكالة سنا” عضو رابطة المهجرين الفلسطينيين في شمال سورية، الناشط “ثائر أبو شرخ”: إن الذين يشاركون نظام الأسد بالمهرجانات الخطابية ما هم إلا دعاة مقاومة وممانعة، ولم يتجرأوا يوماً بإدانة نظام الأسد الذي دمّر مخيم اليرموك وهجّر سكانه، وما زالوا يتنكرون لدماء المدنيين الفلسطينين والسوريين، ووجودهم إلى جانبه لا يخدم القضية الفلسطينية أو الشعب الفلسطيني، إنما يقدم خدمة مجانية لإيران ونظام الأسد لغاية إعادة تعويمه عبر احتوائه بعض الفصائل الفلسطينية التي باعت نفسها في سوق الإرتزاق على حساب الشعب الفلسطيني المظلوم منذ عقود.

نظام الأسد لم يكن يوماً صادقاً بمناصرة الشعب الفلسطيني، وإلا لسمح لأبناء مخيم اليرموك وغيره من المخيمات الفلسطينية، المقيمين في دمشق وريفها، بالعودة إلى منازلهم وترميمها، رغم فرض سيطرته عليه منذ منتصف العام 2018، وفقاً لـ”أبو شرخ” الذي ذكرنا بتاريخ نظام الأسد الحافل  بالمجازر المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني في مخيمات لبنان.

وارتكب نظام الأسد الأب والابن في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بلبنان عدداً كبيراً من المجازر أبرزها مذبحة تل الزعتر التي قضى فيها أكثر من 3000 إنسان، بالإضافة لمجازر برج البراجنة ومخيمات البقاع ومخيم البداوي ومخيم نهر البارد، والمخيمات القريبة من الحدود اللبنانية وفلسطين المحتلة.

ووفقاً لـ”أبو شرخ”، فإن نظام الأسد ما يزال صاحب الدور القذر الأبرز والبصمة الخاصة بتحقيق الانقسام “الفلسطيني الفلسطيني” لهدف تدمير المقاومة الفلسطينية وتشتيت الشعب الفلسطيني، بما يخدم مصالحه وبقاءه كنظام حاكم في سورية رغم عدم مشروعيته.

منذ العام 2011 مارست قوات نظام الأسد والميليشيات الفلسطينية الموالية له العديد من انتهاكات حقوق الإنسان بحق أبناء مخيم اليرموك، من اعتقالات وخطف وسلب وتهجير، كما شنت عدداً كبيراً من الهجمات العسكرية تخللها عمليات قصف بكافة أصناف الأسلحة منها المحرمة دولياً كـ”النابالم والفوسفور”، وتبلغ نسبة دمار المنازل والبنية التحتية فيه أكثر من 90%.

وحتى اليوم يوجد تحت أنقاض منازل المخيم عشرات الجثث، ويوجد في معتقلات نظام الأسد أكثر من 1800 لاجئ فلسطيني بينهم أطفال ونساء، وقضى في تلك السجون أكثر من 631 لاجئاً فلسطينياً، بحسب بيانات “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا”.

وتعرّض مخيم اليرموك بدمشق مع البلدات المحيطة لحصار خانق في 2013 مصدره قوات نظام الأسد والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة وميليشيات الحرس الثوري الإيراني، قضى خلاله نحو 200 إنسان غالبيتهم أطفال ونساء بسبب انعدام الغذاء والدواء.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار