24.4 C
Damascus
الأحد, مايو 19, 2024

بهدف التخفيف من معاناة الأسر الفقيرة.. إطلاق أول عيادة سنية “مجانية” في مدينة إدلب

بسبب ظروف الحرب وتردي الأوضاع الاقتصادية في شمال غربي سورية، أطلقت جمعية رفع المستوى الصحي والاجتماعي في مدينة إدلب، مشروع “العيادة السنية المجانية”، لدعم الأسر الفقيرة وتخفيف أعباء تكاليف العلاج في العيادات الخاصة، عبر تقديم الخدمات العلاجية لهم مجاناً، بهدف التخفيف من معاناتهم .

وتهتم جمعية رفع المستوى الصحي والاجتماعي بذوي الاحتياجات الخاصة، محاولةً تقديم الدعم المادي والمعنوي لهم، ولديها فرع مدرسة الصم والبكم داخل مدينة إدلب.

وقد وصلت تكلفة المعاينة قرابة (200) ليرة تركية بحدها الأدنى في العيادات الخاصة، وهو مبلغ تعجز عنه كثير من الأسر الفقيرة، خاصة سكان المخيمات الذين يعانون من ظروف اقتصادية صعبة.

الخدمة مجانية

وأكّد مدير جمعية رفع المستوى الصحي والاجتماعي الدكتور جمال بيلساني لوكالة سنا، أن الخدمة المقدمة “بالمجان”، وتهدف الجمعية من مشروع العيادة السنية المجانية إلى تخفيف المعاناة عن الطبقة الفقيرة في مدينة إدلب، وتخفيف أعباء المعالجات السنية المرتفعة نسبياً في العيادات الخاصة.

وقال إن العيادة جاءت نتيجة ظروف الحرب التي عاشتها وتعيشها سورية، وخاصة في الشمال الغربي، الأمر الذي أدى لازدياد نسبة الحاجة والفقر بين شرائح المجتمع.

وفق طبيب الأسنان المشرف على العيادة السنية الدكتور أحمد لاذقاني، فإن العيادة تحتوي حالياً على كرسي معالجة سنية واحد مع إمكانية إضافة كرسي معالجة آخر، وتستوعب العيادة 30 مريضاً يومياً ( 20 مريضاً جديداً، 10مرضى متابعة)، حيث يوجد مع طبيب الأسنان طبيب للحالات الاحتياطية وممرضة مساعدة، إضافة لموظفة خاصة بالأمور الإدارية والخدمية.

الشريحة المستهدفة

بحسب بيلساني فإن العيادة تستهدف الطبقة الفقيرة، وخاصة من ذوي الاحتياجات الخاصة أو ذويهم، من المسجلين في قوائم الجمعيات الخيرية في مدينة إدلب.

وأشار إلى أن العيادة السنية المجانية تغني المريض عن مراجعة العيادات الخاصة، وتبقى فقط المعالجة السنية التعويضية أو التجميلية غير متوفرة حالياً، وهي من المعالجات التي يمكن اعتبارها “عنصر كمالي”، ويمكن للمريض التعايش معها في الوقت الحالي دون أن تسبب له أي إزعاج.

ودعا بيلساني بدوره كل الفعاليات الخيرية وأصحاب الأيادي البيضاء أو المنظمات الإنسانية إلى توجيه الدعم المادي والمعنوي للجمعية ولهذا المشروع، لضمان استمراريته وتوسيعه وتطويره في المستقبل.

مبادرات مماثلة

لم تقتصر المبادرات التي تقدم خدمات مجانية لمرضى الأسنان على جمعية رفع المستوى الصحي، فقد عملت جامعة ماري الخاصة بطب الأسنان على افتتاح عيادات سنية في الجامعة، لتقديم خدمة استقبال مراجعي مرضى الأسنان على مدار العامين الماضيين، وتقديم الخدمات العلاجية لهم مجاناً، بهدف التخفيف من معاناتهم.

وبسبب تكاليف علاج الأسنان الباهضة، اضطر الستيني خالد المصطفى، وهو مهجّر من جنوب حلب إلى بلدة كللي شمال إدلب، للبحث عن حلول مجانية لعلاج أسنانه، بعد أن فقد معظم أسنانه بعد إصابته بقصف جوي في 2015، من خلال التواصل مع القائمين على العيادات المجانية في جامعة ماري.

وقال المسؤول الإداري في جامعة ماري قدور القاسم لوكالة سنا، إن العيادات السنية في جامعة ماري تستقبل المرضى المراجعين، من الأحد إلى الخميس، وتتراوح أعدادهم بين 70 إلى 90 مريضاً في اليوم الواحد، وفق الحالات السريرية المطلوبة لكل عيادة سنية.

وذكر أن العيادات تحتوي أربع عيادات سنية في كل عيادة 15 كرسي أسنان، يعمل كل طالبين على كرسي واحد، كما يتوفر عدد من الأجهزة السنية المتطورة مثل أبيكس والروتري والسينسور وكاميرات التصوير الذروية، وتقدم الجامعة كل المواد المطلوبة للمعالجات السنية مجاناً، حيث تسهم هذه المعالجات في التخفيف من معاناة أهلنا النازحين والمهجرين.

وأكّد ذلك طالب طب الأسنان في جامعة ماري أحمد العكاش الذي يتدرب بشكل دوري من قبل أطباء مختصين على كيفية المعالجة الصحيحة للمرضى، ويتواصل معه مرضى لتلقي العلاج المجاني في الجامعة، من حشوات تجميلية ومعدنية وتعويضات ثابتة ومتحركة وقلع وسحب عصب، إضافة لمعالجة أمراض اللثة.

وقال إن المستهلكات ومواد العلاج التي تقدمها الجامعة مجانية بالكامل، سواء مواد العلاج كالتعويضات والتلبيسات أو أطقم الأسنان التي يختص بها المخبر السني، حيث يقدم فيها المريض تكلفة المخبر السني فقط، مشيراً إلى أن بعض الطلاب أحياناً يتحملون كل التكاليف، والمريض يحصل على العلاج المجاني بكل الحالات، كما أن المعالجة في الجامعة تغني المريض عن زيارة العيادة الخاصة لحد ما، لأنها تقدم أغلب المعالجات التي تُقدم للمريض في العيادات الخاصة، ولكن لا تغنيه بشكل مطلق، كون الجامعة ليست مستمرة بتقديم العلاج، إنما في أوقات مخصصة .

يشار إلى أن العجز في الاستجابة الإنسانية وضعف التمويل للمشافي العامة ومراكز الرعاية الأولية تسبب بتراجع القطاع الطبي في شمال غربي سورية، كما أن الزلزال الأخير دمّر جزءاً من بنيته التحتية، الأمر الذي زاد من معاناة الناس، مما اضطرهم للتوجه للمشافي الخاصة، التي ترتفع فيها تكاليف الأدوية والعلاج، مع قلة فرص العمل وارتفاع نسبة البطالة.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار