عقدت منظمة هولير للحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا، يوم أمس الاثنين، ندوة سياسية للكوادر المتقدمة للحزب، وقال الدكتور عبدالحكيم بشار عضو المكتب السياسي للحزب ونائب رئيس الائتلاف الوطني السوري خلال السيمينار إن مسار الأحداث في سورية وخاصةً بعد لجوء النظام إلى استخدام كل أشكال العنف والقتل الجماعي والتهجير القسري والأسلحة الكيمائية، أكد صوابية قرار الكُرد في انخراطهم بالثورة السورية مع باقي أطياف المجتمع السوري، كما أكد الدكتور عبدالحكيم في الندوة على جملة من القضايا الهامة بهذا الخصوص منها:

ـ أن انخراط الكُرد السوريين في الثورة السورية كان قراراً حكيماً وصائباً، وذلك أولاً بسبب الاضطهاد القومي الذي تعرض له الكورد على يد النظام على مدار عشرات السنين، وثانياً الاستبداد الذي مارسه النظام بحق السوريين جميعاً بمن فيهم الكُرد.

د. عبدالحكيم بشار “نائب رئيس الائتلاف الوطني”

ـ لقد جاء تأسيس المجلس الوطني الكردي لتأطير نضال الحركة الكردية وترتيب البيت الكردي؛ وكان لا بد للمجلس من التحرك والتنسيق مع المعارضة السورية للتكاتف وتأطير جهود الجميع من أجل تحقيق الانتقال الديمقراطي في سوريا.

ـ جاء تأسيس الائتلاف الوطني بإرادة وطنية وعربية ودولية مشتركة، حيث اعترف به أكثر من 120 دولة من أصدقاء الشعب السوري حول العالم، وعدّ الائتلاف الوطني ممثل شرعي للشعب السوري.

ـ كان قرار المجلس بالانضمام للائتلاف الوطني قراراً صائباً لأسباب عدة منها أنها المعارضة الأكثر شمولية وتنضوي فيها الكثير من القوى الثورية، ولأنها مُعتمدة من قِبل معظم دول العالم، كما أن الائتلاف الوطني وقّع على وثيقة متطورة مع المجلس سواء فيما يتعلق بمستقبل سورية ككل أو ما يتعلّق بحقوق الكرد على وجه الخصوص.

ـ رغم العلاقات المتوترة التي سادت علاقة الائتلاف الوطني بالمجلس الوطني الكردي فترة من الزمن، إلاَّ أن إرادة العمل المشترك انتصرت، وذلك بالرغم من أن الكثير من العقبات اعترضت سبيل تلك العلاقة.

ـ ضرورة أن يقوم المجلس برفد كوادر وقيادات فعالة لتمثيلها في الائتلاف الوطني، قيادات تبني الجسور مع باقي المكونات السورية وتردم الهوة وتلغي الحواجز التي تعترض هذه العلاقة.

وفيما يتعلق بمواقف الدول المؤثرة بالملف السوري أكد الدكتور عبدالحكيم على أن أربع دول هي التي تؤثر بشكل فاعل في الملف السوري سلباً أو إيجاباً وهي: أمريكا وروسيا وتركيا وإيران، وأضاف بكون إيران تتحرك على أساس مذهبي وتمارس كل أشكال الدمار في سوريا ودول المنطقة، فإنها لن تكون طرفاً في الحل السياسي في سوريا بأي شكل من الأشكال.

وبخصوص تركيا التي وقفت مع الثورة والمعارضة السورية منذ البداية، أشار الدكتور عبدالحكيم إلى أن سورية بالنسبة لتركيا مسألة أمن قومي لا يمكن أن تتخلى تركيا عنه، وسوف يكون لها بصمة قوية في الحل السياسي في سورية، وباعتبار أن جميع المناطق الكردية في سوريا هي محاذية لتركيا من ناحية الشمال، لذلك فإن العلاقة مع تركيا بالنسبة للكرد السوريين تأخذ بُعداً أكثر أهمية من الدول الأخرى.

كما تحدث الدكتور عبدالحكيم عن التغيير الديمغرافي في سوريا، وضرورة التنسيق مع الائتلاف الوطني وتركيا والمجتمع الدولي لمنع إحداث أي شكل من أشكال التغيير الديمغراقي في سوريا بما فيها المناطق الكردية ، ونبّه إلى أن إيران تقوم بعمليات تشييع واسعة وتقوم بتوطين شيعة من أفغانستان وباكستان وغيرها في العديد من المناطق الجغرافية الحساسة في سوريا، خاصةً المناطق المحيطة بدمشق بهدف استنساخ التجربة اللبنانية والضاحية الجنوبية في سورية.

وحيال موضوع عودة المهجرين الكرد من أهالي منطقتي عفرين وسرى كانية والانتهاكات التي تحصل في المنطقتين والقرى التي تتبعهما، رأى الدكتور عبدالحكيم بأن الحل الأمثل يكمن في المزيد من التنسيق مع الائتلاف الوطني والمزيد من التنسيق مع تركيا بشكل مباشر من قبل المجلس الوطني الكردي بغيه العمل المنسق لإعادتهم إلى مناطقهم وإعادة ممتلكاتهم لهم.

وفي ختام الندوة وفيما يخص الحوار الكردي ـ الكردي شدَّد الدكتور عبدالحكيم على تمسك المجلس الوطني الكردي بضرورة حل القضايا الخلافية الخمسة، إضافة إلى توفير ضمانات شراكة حقيقية، وكذلك ضمان عودة لشكرى روژ وأن تتبوأ تلك القوى مركز القرار العسكري في المناطق الكردية في سورية، مع التأكيد على أن أي اتفاق يجب أن يبتعد كلياً عن استعداء دول الجوار، سواء تعلق الأمر بتركيا أو بإقليم كردستان، ومن ثم ترجمة بنود ذلك الاتفاق فعلياً، وكذلك الأمر عدم استعداء السوريين وترجمة مضامين الاتفاق بشكلٍ عملي على أرض الواقع.