هاجمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الإعادة القسرية التي تقوم بها لبنان بحق اللاجئين السوريين إلى مناطق سيطرة نظام الأسد، على أنها “ترقى إلى حد انتهاك التزامات لبنان الخاصة بحقوق الإنسان”.
جاء ذلك في بيان ردت فيه المنظمة الدولية، على تصريحات وزير شؤون المهجرين اللبناني، “عصام شرف الدين”، بأن لبنان سيسير بخطة لإعادة 15 ألف لاجئ سوري إلى سورية، مهما كان موقف مفوضية شؤون اللاجئين.
وقالت “رايتس ووتش”: إن “الخبر المثير للقلق، والذي سيكون انتهاكاً واضحاً لالتزامات لبنان الدولية، يتم دون تدخّل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين”.
وأضافت المنظمة أنه “بالنسبة للناشطين المعارضين، الذين يتعرضون لخطر الاعتقال والتعذيب وحتى الموت إذا أعيدوا إلى سورية، اقترح الوزير اللبناني ترحيلهم إلى دول ثالثة، أو قيامهم بتعهد لحكومة “النظام السوري” بأنهم لن ينخرطوا في أي عمل سلبي على الأراضي السورية”.
وأشارت “هيومن رايتس ووتش” إلى أنه “على عكس تصريحات الوزير اللبناني، فإن سورية ليست آمنة لعودة اللاجئين، وأن الذين عادوا بين عامي 2017 و2021 من لبنان والأردن واجهوا انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، والاضطهاد على أيدي نظام الأسد والميليشيات التابعة له”.
وشددت “هيومن رايتس ووتش” على أنه “من خلال اتباع أجندة عودة عدوانية، مع قرارات وأنظمة مصممة لجعل حياة اللاجئين السوريين صعبة من أجل الضغط عليهم للمغادرة، يقوض لبنان حقوق الأشخاص المستضعفين”.
وختمت المنظمة بأن لبنان “بصفته طرفاً في اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من سوء المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، فإنه ملزم بعدم إعادة أو تسليم أي شخص معرض لخطر التعذيب”.
ويتجاوز عدد اللاجئين السوريين في لبنان نحو 1.5 مليون لاجئ، بينهم 900 ألف لاجئ مسجل لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ويعيش غالبيتهم أوضاعاً معيشية صعبة.
