32.4 C
Damascus
السبت, مايو 18, 2024

نجاحات السوريين مستمرة..”أثر” أول مجلة اقتصادية عربية في ألمانيا

في حلقة جديدة من مسلسل نجاحات السوريين في المهجر، ناشطة اجتماعية سورية، تؤسس أول مجلة عربية اقتصادية في ألمانيا، لمساعدة الناس على دخول سوق العمل والتعرف على القوانين المالية في ألمانيا.

“لا يوجد صعوبات في الحياة، إنما تحديات يمكن تجاوزها بالمثابرة والتعلم”. تصف آلاء محرز مشوارها في تأسيس المجلة، التي أسمتها ” أثر”، رافضة كافة أشكال العنصرية والنمطية الموجهة للمهاجرين المتواجدين في أوربا، وتؤكد أن لديهم وخاصة السوريين إمكانيات كبيرة وقادرين على العمل والتميز.

آلاء محرز ناشطة اجتماعية سورية، وصلت لألمانيا منذ سبع سنوات وتقيم في العاصمة برلين، أسست أول مجلة معنية بالشأن الاقتصادي، رغم كل التحديات التي واجهتها من عدم تقبل وجود امرأة عربية لاجئة في سوق العمل، إلا أنها خطت خطوة كبيرة في هذا المجال.

تجربة النجاح

أفادت آلاء محرز لوكالة سنا، أنها وفور وصولها لألمانيا عملت بشكل فردي وبدون كورسات على تعلم اللغة الألمانية، ومن ثم انتقلت للمجال التطوعي في ألمانيا، الأمر الذي ساعدها على دخول أول خطوة في سوق العمل، وكيفية التعامل مع الألمان.

وقالت محرز إن العمل التطوعي في عدة مجالات، ولا سيما المجال الاجتماعي كان له أثر كبير في تطوري السريع، إضافة لكوني بالأساس عملت في مجال المحاسبة وتدريس مادة الرياضيات في كل من سورية ومصر، فمجالي الأساسي هو الاقتصاد ودراستي الجامعية هي كلية الاقتصاد في سورية ومعهد موظفة بنك.

وتابعت حديثها: اتجهت للمجال الاقتصادي لكوني مؤمنة بأن الشخص يجب أن يعمل باختصاصه الذي يملك خبرة فيه لكي يبدع في عمله، وعندما وصلت لألمانيا بدأت بالمرحلة الأولى في المجال الاقتصادي، بالعمل عند محاسب ضريبي لمدة سنتين ونصف، ومن ثم عملت في مجال محاسبة التكاليف.

قوانين العمل في ألمانيا

وأضافت محرز: بعد عملي في المحاسبة انتقلت إلى المجال الاجتماعي، فبدأت بتنظيم ورشات عمل لسيدات بمعلومات تعنى بسوق العمل، وعندما علمت أن السيدات ليس لديهن أدنى معرفة بقوانين العمل في ألمانيا، فيوجد في ألمانيا قانون ضريبي ضخم، فأي مواطن ألماني لديه معرفة بحقوقه وواجباته الضريبية، وكيفية حل مشاكله التي تواجهه في العمل، وكيفية حصوله على حقوقه دون أن يأخذ دور الضحية ويشعر بالعنصرية والاضطهاد.

ترى محرز أن الكثير من أرباب العمل في ألمانيا دائماً ما ينتهزون فرصة عدم المعرفة بقوانين العمل، فيتم استغلال العاملات والعاملين بأوقات العمل وبالرواتب،.وهذا ما دفع محرز لنشر المعلومات التي تملكها لمن يحتاجها.

فبدأت بنشر المعلومات على برنامج الإنستغرام، وبعدها تطور الأمر لفكرة إنشاء مجلة، يتم فيها نشر مقالات كاملة عن المجالات التي تعمل عليها.

وعن الأنشطة التي تعمل عليها محرز حالياً: “يتم تجهيز ورك شوب عن قوانين العمل في ألمانيا، فمن الممكن ألا يفهم البعض القوانين التي يتم نشرها في المقالات، فيتم تحهيز ورك شوب أسفل المجلة للتفاعل أكثر والرد على الاستفسارات.

ووجهت محرز رسالة بدورها، بأن أي سيدة قادرة على العمل في أي مجال عندما تؤمن بنفسها، “فيجب علينا أن نؤمن بأنفسنا وقدراتنا ونضع هدفاً لنصل إليه بدون العمل العشوائي، وبدون أن يكون الهدف مرتبط بأحكام المجتمع علينا، التي تؤدي لوضع القيود علينا”، وفق ما قالت.

تحديات العمل

لا تعتبر محرز أن ما يواجهها في عملها يندرج تحت مسمى الصعوبات، إنما تراها تحديات شخصية بإمكانها أن تجتازها، مثل اللغة أو التغير بعادات وثقافة المجتمع الذي لجأت اليه.

وأشارت إلى أنه من الممكن أن تكون هناك صعوبات في التعامل مع الطرف الآخر وهو المجتمع الألماني المضيف على تنوعه، وكيف من الممكن أن يتقبلك بدون أحكام نمطية، كأن يحكم عليَ بناء على كوني امرأة عربية لاجئة، فتحت كل مسمى يوجد أحكام كثيرة، فيتم التعامل معها من قبل المجتمع على هذا الأساس.

فالصعوبة وفق محرز تكون مع كل خطوة تواجه الشخص في العمل بألمانيا، فيجب أن تشرح عن نفسك كي يتم تقبلك، وهذا أكثر ما يواجه آلاء محرز في العمل، وقالت: إنني لست مضطرة لأن أشرح على الدوام عن نفسي وماذا عملت كي يتم النقاش معي على نفس المستوى، ولا يتم التعامل معي علي أنني أقل سوية منهم.

هذا ويستمر السوريون في المهجر في إنجازاتهم في شتى المجالات في دول العالم، كما حققوا المراكز الأولى في العديد من الجامعات المرموقة، ورغم ظروف التهجير القسري التي واجهتهم من قبل قوات الأسد، إلا أن هذا لم يحل دون تميزهم وإبداعهم.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار