12.4 C
Damascus
الثلاثاء, مايو 7, 2024

أهالي حمص يواجهون إهمال الأسد بابتكارات الحصار

نحو 6 سنوات مضت على سيطرة نظام الأسد على منطقة ريف حمص الشمالي، والتي دخلها بموجب اتفاق “تسوية” رعته روسيا، ونص على تهجير رافضيه إلى الشمال السوري.

جاء ذلك الاتفاق بعد أكثر من 5 سنوات من القصف والحصار الخانق الذي كانت تفرضه قوات الأسد والميليشيات المساندة لها على مدن وبلدات المنطقة، وحرمان أهلها من أبسط مقومات الحياة بما في ذلك الغذاء والدواء.

وخلال فترة المفاوضات قدم نظام الأسد وروسيا العديد من الوعود لأهالي المنطقة المنهكين من القهر والحرمان، وتم تأميلهم بتحسين قريب للواقع المعيشي والاقتصادي وكذلك الأمني.

وما إن انتهت فترة التهجير وخروج الأهالي الرافضين لـ”التسوية” حتى كشر نظام الأسد عن أنيابه وتبرأت روسيا من وعودها، فلا الواقع المعيشي تحسن، ولا الشبان سلموا من الملاحقة والاعتقال.

التضييق الأمني والاقتصادي من قبل نظام الأسد، جعل أهالي الريف الحمصي يستذكرون أيام الحصار بل ويتمنون عودتها ليخبروها ما فعلته بهم “التسوية” وويلاتها.

المواقد تعود إلى حمص

تقول السيدة أم محمد المنحدرة من مدينة الرستن إن واقع المنطقة تراجع إلى الأسوأ بعد اتفاق أيار/ مايو 2018، موضحة أن الأمور المعيشية زادت صعوبة وتبدلت الخشية من القصف إلى الخوف من المداهمة والاعتقالات.

أم محمد أشارت في حديث لوكالة “سنا” إلى أنه قبل دخول نظام الأسد إلى المنطقة كانت تتواجد منظمات إنسانية تقدم ولو الشيء اليسير للأهالي لإعانتهم على صعوبات الحياة، أما اليوم فالمدنيون متروكون ليواجهوا أزمات الماء والكهرباء والمحروقات والدواء بمفردهم.

تؤكد أم محمد أنها اضطرت إلى العودة إلى مواقد الحطب التي كانت تستخدمها خلال فترة الحصار لتحضير الطعام لأسرتها، بسبب عدم توفر الغاز وارتفاع أسعاره بشكل لا يتناسب مع مستوى الدخل.

وتوضح محدثتنا أنها مؤخراً أعادت تصنيع موقد باستخدام عبوة معدنية فارغة (صفيحة زيت)، ومروحة صغيرة تعمل على بطارية يتم شحنها على الدراجة النارية، مهمتها تحريك التيار الهوائي ورفع النار إلى الأعلى.

وبهذه الطريقة يتم ترشيد استخدام الحطب وتركيز النار نحو الوعاء الذي يتم طهي الطعام فيه، وفقاً لأم محمد التي أشارت إلى أن معظم الأهالي يعتمدون على ما يتم جمعه من أعواد وأكياس بلاستيكية وكرتون.

الأسد ينعش “الجَلّة”

رغم دخول فصل الشتاء بشكل فعلي منذ أسابيع وانقضاء ثلث “المربعانية” المشهورة بطقسها البارد، إلا أن نظام الأسد لم يوزع وقود التدفئة على معظم الأهالي في مناطق سيطرته، بما في ذلك في ريف حمص.

وعلى العكس من ذلك أصدرت وزارة التجارة الداخلية التابعة لنظام الأسد يوم أمس الأربعاء قراراً يقضي برفع سعر ليتر المازوت إلى 11 ألفاً و880 ليرة سورية، في حين أن راتب الموظف الحكومي لا يتجاوز الـ100 ألف ليرة.

عبد الجبار اليوسف، رب أسرة من منطقة الحولة قال لوكالة “سنا” إنه كان يتوقع دخول فصل الشتاء وعدم استلام مستحقاته من مازوت التدفئة، ولذلك لجأ منذ فصل الصيف إلى إعداد “الجلة” لتأمين الدفء لأطفاله.

وأكد اليوسف أنه حصل مرتين فقط على مازوت التدفئة منذ سيطرة نظام الأسد على المنطقة، ولذلك يسعى إلى تأمين البدائل قبل دخول الشتاء، حيث يجمع وأطفاله ما يمكنهم جمعه من أغصان أشجار وأعواد وبقايا المزروعات وتجفيفها وتخزينها.

يضاف إلى ذلك تجهيز كمية من “الجلة” بعد شراء روث أبقار وخلطه مع التبن والماء وتجفيفه تحت أشعة الشمس، لاستخدامه في فصل الشتاء.

وأشار اليوسف إلى أنه يعمل نجاراً وأجره اليومي لا يتجاوز الـ40 ألف ليرة سورية (أي أقل من 3 دولارات)، وبالكاد يكفي لسد احتياجات أسرته من غذاء ودواء وغيرها من الأمور الأساسية.

كما لفت إلى أن شراء المازوت للتدفئة وحتى الحطب بات حكراً على الأغنياء أو الأسر التي لديها معيل في خارج سورية، أما بقية فئات المجتمع فتحاول تأمين نفسها بالبحث عن البدائل من جلة وشراء ملابس البالة وإطارات السيارات المستعملة.

الجدير بالذكر أن الواقع الخدمي والطبي والتعليمي في المنطقة ليس أفضل حالاً من الواقع المعيشي والإنساني، حيث إن أغلب المشافي والمراكز الصحية يقتصر عملها على تقديم الإسعافات الأولية فقط، كما أن الاهتمام والرقابة على المدارس غائبة تماماً.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار