28.4 C
Damascus
السبت, أبريل 27, 2024

ما تأثير الغارات الأمريكية على الوجود الإيراني في سورية؟

شنت مقاتلات أمريكية ليلة الجمعة/ السبت، غارات جوية استهدفت مواقع للميليشيات الإيرانية في محافظة دير الزور شرقي سورية، وذلك رداً على الهجوم الذي طال قاعدة أمريكية على الحدود السورية الأردنية.

وتعد الضربات الأمريكية هذه الأكبر من نوعها، وذلك بالنظر إلى حجم انتشارها حيث طالت مواقع في مدينة دير الزور وفي الميادين والبوكمال وأخرى في الريف الغربي.

وجاءت هذه الغارات رداً على الهجوم الذي وقع يوم الأحد الماضي واستهدف قاعدة أمريكية على الحدود السورية الأردنية ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين، وإصابة العشرات غيرهم بجروح.

وتزامنت الغارات على مواقع الميليشيات الإيرانية في سورية، مع غارات طالت مقرات تابعة لميليشيات الحشد الشعبي العراقي في محافظة الأنبار الحدودية.

وتعليقاً على هذه الغارات، أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بياناً نددت فيه بالضربات الأمريكية، وزعمت أن هدفها “تأمين مصالح إسرائيل”، دون أن تتحدث عن وجود نية لدى طهران للرد.

وحول إمكانية أن تردع هذه الغارات الميليشيات الإيرانية وتوقفها عن استهداف القواعد الأمريكية في سورية، يرى الباحث في الشأن الإيراني مصطفى نعيمي أن المشهد العام يشير إلى أن كلا الجانبين على استعداد للتصعيد.

وأوضح في حديث لوكالة سنا أن إيران وعلى الرغم من أنها أبدت نوعاً من المرونة في التعامل مع هذا المتغير، لكنها ما زالت تأمر الميليشيات بتوجيه ضربات إلى القواعد الأمريكية.

وبعد الغارات الأمريكية، تم توجيه ضربة عبر طائرة مسيرة استهدفت قاعدة حقل العمر شرقي دير الزور، ويعتقد النعيمي أن ذلك “دلالة واضحة بأن التصعيد ما زال مستمراً، وأن كلا الجانبين يبحثان عن وسائل الحماية لقواتهما في سورية والعراق”.

وعن مدى تأثير هذه الغارات على الوجود الإيراني في سورية، يعتقد النعيمي أن تلك الضربات ستكون “محطة انطلاق تبنى عليها المرحلة القادمة”.

ويتوقع محدثنا أن تقلص إيران من خبراء الحرس الثوري، ومن قادة ميليشيا فيلق القدس التي تعتبر الأداة الرئيسية لإيران العاملة في الجغرافية العربية والتي ساهمت بشكل كبير في تدمير البنيه السكانية السورية والعراقية.

ويرى النعيمي أن المنظومة الدولية باتت مضطرة لإخراج إيران من سورية والعراق، مضيفاً: “لكن هذا سيحتاج وقتاً زمنياً طويل الأمد والسبب أن إيران امتلكت أدوات التأثير الداخلية في المجتمع السوري”.

يضيف النعيمي أن عملية اقتلاع إيران سيحتاج لأكثر من 10 سنوات متتالية في ظل انتهاء المشروع، مستدركاً بالقول: “لكن ما نشاهده حتى اللحظة، أن التهديدات والمخاطر التي نجمت عن تموضع تلك الميليشيات لا تتكافأ مع الضربات التي وجهت لها بحيث تخرجها من المشهد”.

وبخصوص السيناريوهات المحتملة، وهل ستكتفي الولايات المتحدة بهذا الرد أم إنها ستصعد أكثر، يعتقد النعيمي أن مجال التصعيد الأمريكي ضد الميليشيات الإيرانية ما زال قائماً وبأهداف أكبر من السابقة.

وأردف: “الفترة الزمنية التي استغرقها الرد الأمريكي كان مبنياً على رصد دقيق للساحات العراقية والسورية من حيث موضع تلك الميليشيات، وتوجيه تلك الضربات الدقيقة”.

وأكد “وجود حاجة إلى سلسلة موازية لتلك الضربات، واستهداف أوسع لتشمل أهدافاً جديدة ليس فقط على صعيد الميليشيات الواضحة المعالم، وإنما على صعيد التموضع من حيث البرامج الصاروخية والمسيرات في سورية والعراق”.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار