وئام عبد اللطيف
قسم الحماية في المنتدى السوري
في كل عام، يأتي اليوم العالمي للمرأة كفرصة لنتذكر إسهامات المرأة في المجتمع ونسعى لتحقيق
المساواة بين الجنسين والعدالة الاجتماعية. إنه يوم تفكر فيه العالم بشكل خاص في قضايا المرأة، ويتبادل الناس الأفكار والتجارب ويبدون التقدير لجهود النساء في جميع الميادين.
يشكل اليوم العالمي للمرأة مناسبة للتأمل في الإنجازات التي حققتها المرأة على مر العصور، ولكنه أيضًا يجسد تحديات مستمرة تواجهها النساء في العصر الحديث. فالتمييز بين الجنسين والعنف ضد المرأة وعدم المساواة في الفرص الاقتصادية والسياسية لا يزالون قضايا مستمرة تتطلب اهتمامًا وجهودًا مستمرة للتغلب عليها.
وفي ظل جائحة كوفيد-19، أظهرت النساء قدرة فائقة على التكيف والصمود، لكنهن أيضًا تعرضن لتحديات جديدة ومتزايدة. فقد تضاعفت الضغوط على النساء في مجالات متعددة، بدءًا من زيادة حالات العنف المنزلي إلى فقدان فرص العمل وتحمل أعباء الرعاية المنزلية بشكل متزايد.
لذلك، فإن اليوم العالمي للمرأة يأتي هذا العام بأهمية خاصة، حيث يجب علينا أن نواصل التأكيد على ضرورة تحقيق المساواة وحقوق المرأة في جميع الجوانب. يجب أن يكون هذا اليوم مناسبة للتضامن مع النساء في جميع أنحاء العالم وسورية، ودعمهن في مواجهة التحديات التي تواجههن.
ومن الجدير بالذكر أن النساء لهن دور لا يقل أهمية عن الرجال في بناء المجتمعات وتعزيز التنمية المستدامة. إن تمكين المرأة ومنحها فرصًا متساوية يعود بالنفع على المجتمع بأسره، حيث تسهم المرأة في الابتكار والإبداع وتعزيز الاستقرار الاجتماعي.
وفي هذا اليوم، دعونا نلتزم بالعمل المشترك من أجل تعزيز دور المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين. لنجعل من هذا اليوم فرصة لنشر الوعي والتغيير الإيجابي، ولنعمل معًا من أجل بناء مستقبل أفضل وأكثر عدالة للجميع.
ربما تكون النساء قد قطعن شوطاً طويلاً للوصول إلى ما هم عليه الآن، ولكن لا يزال أمامهن طريق طويل ليقطعنه قبل أن يتمكَن من تحقيق أحلامهن بالكامل أو تسخير إمكاناتهن.
إن موضوع هذا العام، “الاستثمار في مجال دعم المرأة، ودفع عجلة التقدم”،
إننا نمر بمنعطف تاريخي حرج، وأعتقد أن النساء هن العمود الفقري لأي مجتمع لذا فقد أصبح الاستثمار في نسائنا أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. فالاستثمار في إمكانيات النساء له فوائد عديدة وغالباً ما يكون هناك تأثير مضاعف، فهن يعطين أطفالهن الثقة والأولوية في التعليم الجيد ويشاركن معارفهن مع مجتمعاتهن ويدعمن التماسك المجتمعي، فتمتع المرأة بالقوة وتمكينها في مجتمعها يقلل الصراعات ويخفف العنف ويزيد المجتمعات انسجاماً. كما أن الاستثمارات الصحيحة في موارد النساء يعني أيضاً المساهمة في خلق جيل متعلم وأكثر صحة وأكثر تألق وسيفيد المجتمع ككل، وتطلق إمكانات المرأة غير المستغلة وتمكنها من التعبير عن آرائها، ومشاركة أفكارها، واتخاذ قرارات مهمة مستنيرة بشأن أسرتها. وهذا بدوره يساعد في إنشاء أساس لتعزيز الرفاهية المجتمعية على نطاق أوسع وتعتبر النساء عوامل محفزة للتغيير الإيجابي والتأثير والمشاركة المجتمعية.
لذا علينا أن نتعلم من دروس ماضينا القريب، وفي هذا اليوم العالمي للمرأة وما بعده، ندعو إلى التعجيل بالاستثمار في تمكين نسائنا، مستقبلنا الجماعي يعتمد على ذلك، ليساهمن في كسر الحواجز ويكنّ قدوة للآخرين.
كما يسعدني أن أرى النساء يعملن جنبًا إلى جنب مع الرجال، ويتقاسمن المسؤوليات ويتخذن القرارات. كما أنني فخورة بدوري في تشجيع النساء والفتيات على ذلك وتعزيز مساهماتهن المجتمعية.
