30.4 C
Damascus
الأحد, مايو 19, 2024

تعرف إلى الراحل رياض الترك “مانديلا سورية”

توفي المناضل السوري رياض الترك الذي لقّب بـ”مانديلا سورية” نسبة إلى السنوات الطوال التي قضاها في سجون نظام الأسد، الاثنين في فرنسا عن عمر ناهز 93 عاماً.
ينحدر الترك من مدينة حمص، وأمضى أكثر من 17 عاماً في سجون نظام الأسد الأب، قبل أن يسجن مجدداً عام 2001 في عهد ابنه بشار الأسد.
ومن أشهر تصريحات الترك وأكثرها شجاعة، عندما قال، في مقابلة مباشرة من دمشق مع قناة “الجزيرة”، تعليقاً على وفاة حافظ الأسد عام 2000: “مات الديكتاتور”.
ولد الترك في حمص عام 1930، وبدأ نشاطه السياسي أثناء متابعته دراسة الحقوق، وقد انضم إلى “الحزب الشيوعي السوري” عام 1952.
واجه السجن والتعذيب في مناسبات عدة، وغادر البلاد عند وصول “حزب البعث” إلى الحكم في العام 1963، ثم عاد في العام 1965.
عارض الترك قرار “الحزب الشيوعي السوري” في العام 1972 بالانضمام إلى “الجبهة الوطنية التقدّمية، ثم انشقّ بعد عام ليشكّل الحزب الشيوعي السوري المنشقّ (المكتب السياسي).
وسرعان ما انتقل الحزب الجديد إلى المعارضة، ومع ازدياد حدة القمع الذي مارسه النظام، حكم عليه بالسجن 18 عاما في 1980.
ولم يمر على إطلاق سراحه في العام 1998 سنتين حتى سجن مجدداً لدوره البارز في “ربيع دمشق”.
ورغم الحكم عليه بالسجن لمدة سنتين ونصف سنة، فقد أطلق سراحه في نوفمبر 2002 لأسباب صحية خاصة أنه يعاني من مشكلات في القلب.

الائتلاف ينعى الترك:
قال الائتلاف الوطني السوري في بيان له أمس الاثنين: “ببالغ الأسى والحزن ينعى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية السياسي والمناضل الكبير الأستاذ رياض الترك، الذي وافاه الأجل يوم الثلاثاء “1/1/2024” في مدينة باريس بعد صراع مع المرض.
وأضاف: سيترك رحيل الأستاذ رياض الترك فراغاً كبيراً في قلوب كل من عرفه والتقى به، لكن ستبقى سيرته ملهمة للسوريين الأحرار؛ من أجل متابعة الطريق حتى تحرير سورية من الاستبداد والديكتاتورية، وتحقيق تطلعات شعبها في التحرر والاستقلال.
وأعرب الائتلاف الوطني عن خالص تعازيه لعائلة الفقيد وأصدقائه ومحبيه وللشعب السوري.

ناشطون ومثقفون يتفاعلون مع رحيل الترك:
شهد رحيل الترك تفاعلاً واسعاً عند المثقفين والناشطين والمعارضين السوريين وغير السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي.

وكتبت بريجيت كورمي سفيرة فرنسا في سورية على منصة إكس (تويتر سابقا)، “احترام وتواضع أمام حياة المعارك القاسية” التي عاشها “مانديلا السوري رياض الترك الذي رحل عنا للتو”.

وعلق الصحفي السوري ياسر الأطرش: “رحيل “مانديلا سوريا”.. رياض الترك، المعارض التاريخي العتيد والعنيد.. معه تنتهي حقبة كفاح يساري كان عنواناً بارزاً على الساحة السورية طيلة النصف الثاني من القرن العشرين.. في عز زمن الصمت”.

الملحن السوري مالك جندلي كتب على إكس: “نودع اليوم #رياض_الترك ذلك الصوت الصادح في مسرح النضال السوري. رحل الترك في باريس، تاركاً وراءه إرثاً من الشجاعة والإلهام بعد أن ناهز الـ93 عاماً.
في حياته التي عزفت سيمفونية الصمود، لم يكن “ابن العم” مجرد معارض، بل كان فارس الحرية الذي لم تنل منه قضبان السجون. تحدى الظلم بكلماته وقناعاته، مثبتاً أن الروح الحرة لا تقبل القيود.
لم يكن الترك مانديلا سوريا فحسب، كان يمثل نغمة الأمل والشجاعة التي ترددت في قلوب الذين حلموا بالحرية والعدالة. اليوم، بينما نودعه، نستحضر تاريخ سوريا المليء بالتحديات والآلام تحت حكم الأسدين، معبرين عن عميق امتناننا لهذا الرجل الاستثنائي. عاش حياته بعمق وحب لوطنه، وسيبقى ابن العم مصدر إلهام للأجيال بصلابة عزيمته وكرم روحه”.

كما علق الفنان عمار آغا القلعة: “مات الديكتاتور عبارة قالها أيقونة الحرية السورية… عندما مات المجرم الأب .ما أجمله من يوم لو قال أيضا : مات الوريث القاصر قبل ان يغادرنا الى رحمة ربه .. فقد السوريون جبلا من الشموخ والعزة والبطولة والنضال وداعا رياض الترك”.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار