13.4 C
Damascus
الأربعاء, مايو 8, 2024

اللشمانيا تنتشر في المخيمات.. ومختصون يحذرون من تردي القطاع الصحي في شمال غرب سورية

تشهد مناطق المخيمات في إدلب انتشارًا ملحوظًا لمرض اللشمانيا “ذبابة الرمل”، بسبب غياب البنية التحتية للصرف الصحي، وانتشار المياه الآسنة بين الخيم، في ظل تحديات كبيرة تواجه القطاع الصحي في شمال غرب سورية، إثر توقف تمديد آلية المساعدات عبر الحدود.

مخيم التح واحد من 1400 مخيم في شمال غرب سورية يعاني من انتشار مرض اللشمانيا، بسبب شح الخدمات الصحية، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية في المنطقة.

وقال عبد السلام اليوسف مدير مخيم أهل التح في منطقة معرة مصرين لوكالة سنا إن عدد الإصابات بمرض اللشمانيا في المخيم بلغ أكثر من 15 إصابة من الأطفال والكبار، إضافة إلى أمراض جلدية أخرى ك” الجرب”،  ويعود ذلك بحسب اليوسف إلى غياب الخدمات الصحية عن المخيم، الذي يفتقد لشبكة صرف صحي، و انتشار برك المياه الآسنة المنتشرة بين الخيم، كما أنه لم يتم رش المخيم بالمبيدات كوقاية من الحشرات الضارة.

وأضاف أنه “لا يوجد مركز طبي أو عيادة متنقلة تزور المخيم، كما أن المصابين يتكلفون عناء ومصاريف الطريق إلى مراكز العلاج في معرة مصرين أو مدينة إدلب، مشيرًا إلى أن الوضع الإنساني متردٍ في المخيم، خاصة مع توقف المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى الحدودي، فغياب فرص العمل، يضطر أهالي المخيم للعمل بالحقول الزراعية بأجور متدنية.

وعن رأيه بخصوص توقف الية المساعدات عبر معبر باب الهوى بعد استخدام الروس حق النقض “الفيتو”، قال اليوسف إن سكان المخيم بالكامل يعتمدون بشكل أساسي على المساعدات المقدمة من برنامج الغذاء العالمي، وسط حالة من الاستياء والخوف من كيفية تدبر متطلبات الحياة، في ظلال الغلاء الفاحش الذي تعيشه المنطقة.

وبحسب اليوسف فإنه لليوم السابع على التوالي تستمر مخيمات شمال غرب سورية بوقفات احتجاجية مطالبين الأمم المتحدة بضرورة اتخاذ آلية جديدة خارج نطاق الابتزاز الروسي، رافضين إدخال المساعدات عبر مناطق نظام الأسد إلى المناطق المحررة.

ومن أسباب تفشي اللشمانيا وغيرها من الأمراض الجلدية في المخيمات، بحسب أطباء الجلدية، ” الازدحام السكاني، وانتشار القمامة، والصرف الصحي السيء، وقلة النظافة”.

كما أن نشر الوعي الصحي، وتوفير المياه النظيفة والمنظفات، وترحيل القمامة بشكل مستمر، ورش المبيدات الحشرية، وتأمين ظروف صحية مناسبة للحياة، يقلل من انتشار هذه الأمراض ويقطع سلسلة العدوى.

ازدياد الاصابات

من جهته قال دريد رحمون مسؤول الملف الوبائي في مديرية الصحة بإدلب، إن اللشمانيا ليست جديدة على المخيمات، فهي مرض مستوطن ومنتشر بأعداد كبيرة منذ فترة طويلة، فقد وصلت الحالات في 2022 لأكثر من 34 ألف إصابة جلدية وحوالي 2400 إصابة حشوية، وفي 2023 كان هناك تخوف  فيما يخص هذا المرض، فقد تم تسجيل 3100 إصابة حشوية في النصف الأول من 2023.

وأضاف أن هذه الزيادة دفعت مديرية الصحة ومنظمة “MENTOR Initiative” المعنية بمكافحة هذا المرض والحد من انتشاره لزيادة الاستجابة لهذا المرض، مشيرًا إلى أن فترة توقف تقديم المساعدات عبر معبر باب الهوى، ستؤثر على عمل المراكز التي تقدم خدمات لمرضى اللشمانيا، باعتبار أن منحهم هي من الأمم المتحدة بشكل مباشر.

وأعلن الدفاع المدني السوري عن مشاركته مع منظمة “MENTOR Initiative في حملة مكافحة داء اللشمانيا، التي انطلقت بداية شهر إبريل/ نيسان من العام الحالي، للوقاية من الحشرة الناقلة للمرض، وعدد المستفيدين منها 362 ألف شخص، موزعين على 201 ألف مستفيد من برنامج الرش، و116 ألف مستفيد من ظروف وقائية طاردة للحشرات، إضافة إلى 45,000 مستفيد من توزيع الناموسيات.

وشملت إجراءات وقائية وتوعية ضد الداء الذي ينتشر في سورية، وخاصة في مناطق البنية التحتية الهشة والضعيفة بخدمات الصرف الصحي.

واستمرت لمدة ستة أشهر، وتضمنت أنشطة وقائية رئيسة، وهي عمليات رش المبيدات الحشرية، وتوزيع حزمة وقائية تتضمن مبيدات طاردة للحشرات على سكان المخيمات، إضافة إلى توزيع ناموسيات من نوع خاص بفتحات ضيقة لا تسمح بدخول البعوض.

واستهدفت مناطق عفرين، وراجو، وبلبل، وشيخ الحديد، وشران، شمالي حلب، إضافة إلى ناحية دارة عزة في منطقة جبل سمعان بريف حلب الغربي.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار