28.4 C
Damascus
السبت, أبريل 27, 2024

حلف المقاومة.. مقاومة أقوال لا أفعال

خاص – وكالة سنا

قام وزير الخارجية الإيراني “حسين أمير عبد اللهيان” بجولة إقليمية، شملت كلاً من العاصمة العراقية بغداد واللبنانية بيروت والسورية دمشق والقطرية الدوحة، في ضوء التطورات الأخيرة في قطاع غزة، والحديث بشأن إذا كان لإيران يد في عملية “طوفان الأقصى” أو لا، بصفتها أحد أهم أركان التحالف غير الرسمي الذي يطلق عليه “محور المقاومة”.

وفي تصريحاته خلال الجولة، لم يستبعد “عبد اللهيان” فتح جبهات جديدة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأنّه على إسرائيل أن تُوقف فوراً جرائم الحرب التي ترتكبها في غزة لأن الأوان يكون قد فات خلال ساعات قليلة.

وأضاف للصحفيين في بيروت بعد لقائه المدعو “حسن نصر الله” زعيم ميليشيا ما يسمى “حزب الله” أنه في صدد إعداد عدة سيناريوهات تصعيدية من شأنها إحداث زلزال في إسرائيل سيغير ذلك خارطة الأراضي المحتلة”.

ووصف المرشد الإيراني “علي خامنئي” يوم الثلاثاء، الهجمات الإسرائيلية على حماس في غزة بأنها جريمة، وحذّر من أنه إذا استمرت هذه الهجمات “فلا أحد يستطيع إيقاف المسلمين وقوات المقاومة”.

وتأتي هذه التصريحات في إطار محاولة للضغط على الأطراف الأخرى دون أن تكون إيران جادة حقيقة للتدخل في هذه الحرب، كونها تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، ومشكلات سياسية جمة، إضافة إلى أن الموقف الغربي هذه المرة أكثر صرامة تجاه كل الأطراف التي قد تحاول استغلال الحرب، والقيام بإجراءات من شأنها أن تؤدي إلى توسيع دائرة الصراع في المنطقة.

ويميل إلى هذا الرأي العقيد المنشق عن قوات الأسد “أحمد حمادة” في لقاء خاصة مع وكالة سنا استبعد فيها أن تنخرط إيران وحلفاؤها في أي مواجهات مباشرة، ويصف ما يحصل بــ”المشاحنات” المضبوطة من الطرفين، لا تتعدي كونها عمليات محدودة تحقق مصالح لكلا الطرفين الإيراني والإسرائيلي على السواء، فإيران مستفيدة إعلامياً أمام الرأي العربي والإسلامي كحامية للقدس والأقصى وهي التي تسمي لواء عسكري بـ”فيلق القدس” هدفه المعلن تحرير القدس.

وأضاف أنه ولا سيما أن شعبية إيران اليوم في محيطها الخليجي والعربي في أدنى مستوياتها؛ بسبب ما يشاهده العربي العادي من توغلها وتدخلها الفج في الدول والحواضر والمدن العربية في العراق وسورية ولبنان واليمن، ومن خلاياها الإرهابية والتجسسية المنتشرة في معظم الدول العربية، وعلى الطرف الآخر إسرائيل من مصلحتها قيام حزب الله مع حلفائه ببعض المناوشات – المحدودة – لتسويق نفسها أمام الداعمين الغربيين وأمريكا بأنها ما زالت محاطة من الأعداء، ولا بد من دعمها مالياً وعسكرياً لحماية نفسها.

ووصف العقيد الخطوط الحمر لحلف ما يسمى بالمقاومة وعلى رأسهم إيران مطاطة، ولا يتوقع ممن يقتل الناس في سورية ولبنان واليمن وفي أماكن أخرى من المنطقة أن يهب لإنقاذ أهل غزة.

هذا وقد كشف تقرير لموقع “صوت العاصمة”، عن تحركات للميليشيات الإيرانية وميليشيا حزب الله اللبناني خلال الساعات الأخيرة جنوبي سورية.
ونقل عن مصادر وصول مجموعات تتبع لميليشيا “حزب الله” إلى إحدى الثكنات العسكرية المحيطة بقرية السحيلية بريف درعا الشمالي، معززة بصواريخ مضادة للدروع وطائرات مسيرة إيرانية الصنع، وعلى رأسهم اثنان من قياديي الحزب، وهم الحاج نور الدين شعيتو والحاج عباس سالم الذي ويعد أهم المسؤولين عن تشغيل المسيرات في الوحدة.

ولقد شكك العقيد “حمادة” في صحة تلك التقارير وأن يكون هناك أي عمل على الشريط الحدودي كون المنطقة تخضع لاتفاقات 1974، ولا يتوقع أن يتم خرق هذا الاتفاق بقيام أي عمل عسكري،
وأنّ قوات الأسد غير قادرة على تحمل نتائج فتح جبهة جديدة، وأنّ الوضع في سورية صعب على جميع الأصعدة، ولا يحتمل الدخول في حرب مع إسرائيل.

وفي سياق الرد الأمريكي على تصريحات المسؤولين الإيرانيين وحلفائهم في المنطقة ذكرت مصادر إعلامية، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن سلمت ممثل طهران بالأمم المتحدة رسالة تضمنت 4 بنود، تطالب طهران بتبني نهج خفض التصعيد تجاه ما يجري بغزة، محذرة من أن دخول إيران المباشر بالمواجهة سيقابل بتحرك عسكري أميركي مباشر.

بينما قال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية إن قوات بلاده المتمركزة في جميع أنحاء المنطقة تراقب الفصائل المتحالفة مع إيران، والتي “من المحتمل أن تفتح جبهات جديدة” بعد عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الحالي.

وعن شكل الدعم الإيراني لفصائل المقاومة الفلسطينية حماس والجهاد الإسلامي، وضح العقيد “حمادة” أنه عبارة عن دعم مادي يتراوح ما بين 70 و75 مليون دولار أمريكي سنوياً، ودعم استخباراتي معلوماتي فيما يتعلق بتحركات الجيش الإسرائيلي والخطط التي قد تمس أمن الحركة، وأضاف أن هناك دعماً بأجهزة اتصالات وقطع تستخدم في برنامج حماس الصاروخي.

ولقد بدأت الفصائل الفلسطينية، وفي مقدمتها حركة “حماس”، عملية “طوفان الأقصى” في السابع من الشهر الجاري، وتمكنت من قتل أكثر من 1300 إسرائيلي وإصابة 4229، وأسر ما بين 200 و250.

في المقابل، استشهد أكثر من 3500 فلسطيني وأصيب ما يزيد عن 13 ألفاً جراء الغارات الإسرائيلية المستمرة على غزة، وعمدت سلطات الاحتلال إلى قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع، وهو ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار