29.4 C
Damascus
الخميس, مايو 9, 2024

مبادرات إنسانية لدعم المخيمات بمواد التدفئة في شمال غربي سورية

أطلق إعلاميون وناشطون في العمل الإنساني حملة إنسانية لتسليط الضوء على واقع مخيمات النازحين في مناطق شمال غربي سورية تحت وسم “شتاء المخيمات”.

ويواجه النازحون في الخيام ظروفاً معيشية قاسية ونقصاً في الموارد الأساسية مثل الغذاء والماء النظيف والدفء وخاصة في فصل الشتاء، وغالباً ما تكون الخيام غير مجهزة لمواجهة البرد القارس والأمطار الغزيرة والثلوج، ما يفاقم من معاناة ساكنيها الذين يتعرضون للبرد القارس.

هدف الحملة

منسق الحملة الإعلامي أحمد رحال قال لوكالة سنا، إن الحملة انطلقت من قبل إعلاميين وعاملين في المجال الإنساني، وهي عبارة عن” حملة حشد ومناصرة” لتسليط الضوء على واقع أهلنا في المخيمات في منطقة شمال غربي سورية والتي يقطنها نحو مليوني نازح من مختلف مناطق سورية، وأهلنا القاطنين في مخيمات لبنان الذين يعيشون ظروفاً إنسانية صعبة.

وأضاف رحال أن ظروف الشتاء الحالي كانت قاسية على قاطني المخيمات، خاصة مع نقص في مواد التدفئة واستخدامهم لمواد تدفئة غير صحية مثل” النايلون والبلاستيك والإطارات وبقايا النفايات”، والتي سببت أمراضاً في الجهاز التنفسي خاصة للأطفال وكبار السن منهم، إضافة لحالات الغرق للخيام واهتراء العديد منها نتيجة تقلبات الجو، ونقص المساعدات الإنسانية، وكلها ظروف ساهمت بتردي الوضع المعيشي لقاطني المخيمات، على حد قوله.

وتابع محدثنا “أردنا أن نذكر العالم بمعاناة أهلنا في المخيمات ونسلط الضوء على واقعهم، ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه هؤلاء النازحين في كافة قطاعات الاحتياج الإنساني”، مشيراً إلى ضرورة إيجاد حل للقضية السورية، والمتمثلة برحيل رأس النظام بشار الأسد ومحاسبته على الجرائم التي ارتكبها، إضافة لضمان عودة آمنة للنازحين إلى منازلهم، وهو الحل الأنسب للقضية السورية وينهي معاناة الناس.

وأشار رحال إلى أن معاناة الناس في المخيمات مستمرة على مدار 12 عاماً، وأقل مخيم عمره خمس سنوات، وإضافة لمعاناة أهل المخيمات، جاءت كارثة الزلزال في شباط من العام الماضي، حيث لجأ الكثير من الناس للمخيمات بعد أن تدمرت أو تصدعت منازلهم، وسكنوا في مخيمات تفتقر لأدنى مقومات الحياة الإنسانية.

وذكر رحال، أن الحملة بطور التجهيز من أجل الانطلاق بقوة واستمرارية للتذكير بواقع قاطني المخيمات، ودعا بدوره كافة وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء بشكل مكثف على واقع المخيمات في المنطقة، من خلال سماع قصصهم والتعرف على احتياجاتهم.

“كن دفأهم”

وأطلق فريق الاستجابة الطارئة العامل في الشمال السوري حملة “كن دفأهم” لتأمين مواد التدفئة لأهالي المخيمات الموجودة في مناطق الساحل.

فراس منصور المنسق الإعلامي للحملة قال لوكالة سنا، إنها مستمرة حتى تأمين التدفئة ل5 آلاف عائلة، مشيراً إلى أنه تم تأمين مواد التدفئة لنحو 2800 عائلة حتى الآن، والبث متواصل من داخل المخيمات من دون أي وسيلة تدفئة.

وأضاف منصور أن المخيمات المستهدفة هي مخيمات خربة الجوز والزوف والمخيمات المحيطة في منطقة الساحل، التي لم تتلق مساعدات ولم يتم استهدافها بأي مشروع شتوي.

جبر الخواطر

وأطلق فريق ” جبر الخواطر” في ريف إدلب حملة لتوزيع مواد التدفئة للأسر الأشد فقراً في المخيمات التي تعاني من نقص المساعدات الإنسانية.

وفي حديث سابق قال أحمد عبد الرحمن منسق المشروع لوكالة سنا، إن المشروع جاء بعد عدة مناشدات من أهالي المخيمات المنكوبة بعد العواصف المنكوبة الأخيرة، فقمنا بزيارة المخيمات، وإجراء تقييم احتياجات، وكانت الحاجة الأكبر في الوقت الحالي هي مواد التدفئة.

وأشار عبد الرحمن إلى أن المخيمات بحاجة كافة أنواع المساعدات الإنسانية، إلا أن الحاجة الأهم هي مواد التدفئة، فقررنا إطلاق حملة تدفئة تستهدف عدة مخيمات في ريف إدلب.

استهدف المشروع مخيمات منتشرة في مناطق قاح، سرمدا، باريشا، أرمناز، حارم، معرة مصرين، مدينة إدلب، بعدد 1500 عائلة وعدد أفراد يصل ل7000 شخص، وفق ما قال أحمد عبد الرحمن.

وأضاف أن الحملة مستمرة لعدة أيام، سيتم فيها توزيع نحو 110 طن من مواد التدفئة، واستهدفنا المخيمات التي لم تُستهدف بأي مشروع من مواد التدفئة في الشتاء الحالي.

معاناة متزايدة

قال الدفاع المدني السوري في بيان له إن انخفاض درجات الحرارة خلال المنخفضات الجوية في فصل الشتاء زاد من معاناة المدنيين في مناطق ومخيمات شمال غربي سورية، ومن سوء الوضع الصحي العام بينهم، لا سيما بين الفئات الضعيفة مثل الأطفال وكبار السن والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، الأكثر تأثراً بعوامل الطقس.

وأضاف البيان أن الواقع المعيشي الصعب فرض على المدنيين استخدام وسائل غير صحية للتدفئة، ما زاد من انتشار الأمراض التنفسية والأمراض شبيهة بالإنفلونزا، كما تتسبب السيول وضعف شبكات الصرف الصحي في زيادة خطورة انتشار الأمراض المنقولة بالمياه كالكوليرا.

وأشار إلى أن ظروفاً غير طبيعية يعيشها المدنيون والمهجرون في شمال غربي سورية بسبب حرب نظام الأسد وروسيا المستمرة لـ 13 عاماً، وبعد عام من الزلزال، وظروف فصل الشتاء، والتي تفاقم من سوء الوضع الإنساني لا سيما في المخيمات ضعيفة البنية التحتية، ما يزيد من احتياجات المدنيين، خاصةً مع تراجع الاستجابة الإنسانية الدولية، وعدم وجود حلول تضمن سلامة المدنيين وعودتهم إلى مدنهم ومنازلهم، ومحاسبة نظام الأسد وروسيا على جرائمهم المستمرة في القتل والتهجير.

أضرار المنخفض الجوي

وخلال عمل فرق الدفاع المدني تمت الاستجابة لعدد من المخيمات التي تضررت بالمنخفض الجوي الأخير نتيجة شدة الأمطار، فقد تضررت أكثر من 50 خيمة للمهجرين في مخيمات “صندف والعبود و العيود وحور النهر” في منطقة مارع، وفي طرقات مخيمات دابق والصوامع والواش في منطقة أخترين شمالي حلب، ومخيمات الرحمة بقرية سجو شمالي حلب، وطوبى الشموخ ببلدة كللي، وتلتونة بريف إدلب، كما تضررت طرقات مخيمات الشويحة والشرقية وعولان والشيخ علوان والبيلسان وشفق وأرض الجمعيات ومصيبين في ريف حلب الشمالي والشرقي، إثر الهطولات المطرية.

كما تضررت 7 خيام بشكل كامل في مخيم المغسلة في قرية رام حمدان شرقي إدلب، و4 خيام بشكل جزئي في مخيم على أطراف مدينة معرة مصرين وتسرب مياه الأمطار بشكل كبير إلى 6 أقبية في الحي الجنوبي لمدينة معرة مصرين شمالي إدلب، بسبب الهطولات المطرية التي شهدتها المنطقة.

وتضررت 60 خيمة للمهجرين، 43 منها تضرر بشكل كلي، و17 خيمة بشكل جزئي في مخيمات “الليث والسكة والهجرة والنصر” في منطقة حربنوش شمالي إدلب، جراء الهطولات المطرية الغزيرة وتجمع مياه السيول.

لا توجد استجابة

وفق بيان فريق منسقو استجابة سورية فقد تلقى الفريق عشرات الشكاوى الجديدة، حول عدم حصول النازحين على المساعدات الإنسانية اللازمة في المخيمات التي تضررت خلال الهطولات المطرية التي طرأت على المنطقة منذ بداية العام الحالي.

وأعرب الفريق الإنساني عن أسفه الشديد نتيجة عدم تقدير العديد من المنظمات والهيئات الإنسانية العاملة في المنطقة لحساسية الأوضاع الإنسانية الحالية التي تمر بها محافظة إدلب، والتي تشهد ازدياداً في الحاجة لتقديم المساعدات الإنسانية بشكل أكبر من الأوقات السابقة.

إضافة لغياب رؤية واضحة لدى العديد من الجهات للتخفيف من حدة هذه الأزمة التي تزداد يوماً عن يوم، وتأجيج الاحتقان لدى عدد كبير من الفئات المعوزة، بسبب عدم الحصول على المساعدات الإنسانية بعد الأضرار الأخيرة، وفق البيان.

وطالب الفريق بدوره كافة الجهات الفاعلة في الشأن الإنساني بتنسيق الجهود بشكل كامل وخاصة بين المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، ووضع قاعدة بيانات المتضررين على مستوى المنطقة، ووضع آلية شفافة لاختيار المستفيدين، ووضع إستراتيجية ناجعة وسريعة لوصول هذه المساعدات لمستحقيها، والتواصل بشفافية مع الرأي العام بخصوص تطورات العمليات الإنسانية والنسب المحققة.

تأتي الحاجة الماسة للمساعدات الإنسانية بالتزامن مع تردي الأوضاع الاقتصادية في المنطقة، نتيجة الغلاء الكبير في الأسعار وقلة فرص العمل وانتشار البطالة، إضافة لنقص كبير في المساعدات الإنسانية نتيجة توقف عدد من المانحين الدوليين عن تقديم المساعدات للمنطقة.

وبحسب الفريق الإنساني، فقد ارتفعت أعداد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في سورية إلى 17.3 مليون نسمة في نسبة هي الأعلى منذ 2011 بزيادة 1.4 مليون مدني عن العام الماضي، وتظهر الأرقام وجود 54 % من المحتاجين بدرجة شديدة و 22% بدرجة شديدة للغاية و 1.3 % بدرجة كارثية.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار